مؤتمر القمة العربي القادم سيكون مؤتمر تعارف ... وسبحان الله .

عدنان الروسان - الاردن
الله
ومعمر وليبيا وبس ...نموذج من الهتافات التي سمعناها تنطلق من حناجر بعض
مرتزقة النظام الليبي المهبول الذي مايزال يبيع كل سفالاته وهبله ليس على
الشعب العربي الليبي فقط بل على دنيا الناس من المحيط الى الخليج ، وكأنه
يعيش في كوكب اخر غير هذا الذي نعيش عليه ، صحيح أن القذافي يشكل حالة
متقدمة جدا من مرض السلطة الذي يعاني منه الحكام العرب بدرجات متفاوتة ,
وصحيح أن الأعراض التي تبدو على القذافي من المرض النرجسي الذي يعاني منه
يثير الإشمئزاز والتقزز ، إلا أنه في النهاية ليس الا تعبيرا عن الحاكم
العربي ، الزعيم الذي جاء بإرادة غير إرادة شعبه ثم صار قدرا محتوما ثم صار
يملك الشعب والوطن ، يملك الأرض والعرض ، والبلاد والعباد .
الحاكم
العربي يمن على شعبه أنه يحكمهم ، ويصور لهم أنه لو لم يكن موجودا لما كان
هناك أمن ولا أمان ، وأنه لولاه لما كان هناك كهرباء ولا ماء ولا خبز ،
وأنه لولاه لمات الناس من الجوع ، والحاكم العربي له الف أغنية وأغنية
يتغنى بها الناس ويدندن بها الأطفال في المدارس والأطباء في المستشفيات
والنساء في المطابخ وربما في غرف النوم أيضا ، الحاكم العربي قلب الشعب
العربي من بني أدميين إلى روبوتات تتحرك بالخوف ، تنام بالخوف ، تنشد
بالخوف تحتفل بالخوف تتزوج وتخلف بالخوف وتموت بالخوف ويتم العزاء إذا سمحت
به الدولة بالخوف.
ألا يسأل الحكام العرب أنفسهم لماذا لا يوجد أغاني
وأهازيج للرئيس الأمريكي و بوارجه وجيوشه تحوم العالم كله ، والمواطنون
هناك يعيشون في بلاد العجائب ، يأكلون ويشربون ويسكرون ويرقصون ثم لا يغنون
للرئيس ... ألا يسأل الحاكم العربي نفسه لماذا ليس هناك أغان تمجد زعماء
فرنسا زايطاليا وبريطانيا والمانيا وغيرهم ...ألم يسأل الحاكم العربي نفسه
أطال الله في عمره وأعز عرشه لماذا لا تحتفل الشعوب في فنلندا وسويسرا
والنمسا وبلجيكا والهند وباكستان ونيكاراغوا وحتى الصومال بعيد ميلاد ابن
الرئيس وزوجة الرئيس وخالة الرئيس وحماة الرئيس وجيران الرئيس ..!!!
لماذا
كل هذه النرجسية عند الحكام العرب ، لماذا كل هذا الإستهتار بمشاعر الشعب ،
هل أبناء الحكام وزوجاتهم مخلوقون من طين مجبول بماء الجنة ، وابناؤنا
مخلوقون من صلصال كالفخار ممزوج بماء من النهر العظيم ، او النهر السخيم أو
غير ذلك من أنهار الزعماء العرب ، لماذا لا يمكن أن نكون شعوبا كالشعوب
التي من الله عليها بالفهم والديمقراطية والحرية والهدوء والسكينة ، الشعوب
التي لا يسرقها زعماؤها وحكامها وحاشيتهم والكومسيونجية الذين يدورون في
فلكهم .
بالأمس كنت أسمه وزير " المابعرف شو العماني "
يتحدث في التلفزيون ويقول لقد قام سيدي صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم
أعز الله ملكه وأدام حكمه ورفع .... ، وكلما جاء ذكر السلطان في النص أعاد
كل اللازمة السابقة ، أحسست برهبة أقسم بالله العظيم وكأن السلطان يتحدث
عن الله ، نحن حينما يذكر الله نقول كلمتين اثنيتن جل وعلا ونكتفي وذاك
يقول موسوعة بسيده أدام الله عليه عبوديته لسيده ، كيف يمكن أن لا تثور هذه
الشعوب في يوم من الأيام ، كيف يمكن أن لا تشعر الشعوب العربية بالغبن
والخوف والكآبة والإحباط وهي ترى ليس الثروات تسرق وتنهب ، والأموال تهرب
للخارج والأراضي تباع والأصول تتبخر فحسب بل ترى أن الحاكم يستعبدها
ويأمرها بالغناء له ولعائلته والرقص لهم ويستعملهم " كالأراكوزات "
ثم
يأتي مهبول طرابلس ليقول ماذا يريد هؤلاء المهلوسين ، الحشاشين ، المقملين
، ...ماذا يريدون برأيك ، يريدون نصف ماتصرفه على الراقصات أمثال الكندية
نيللي فورتادو التي تقاضت مليون دولار لتغني خمسة وأربعين دقيقة أمام
أنجالك المصطفين الأبرار ، ماذا تريد الشعوب العربية ، تريد بعض ثرواتها
المنهوبة ، بعض نفطها المسروق ، بعض موازناتها التي تذهب لجيوب المقاولين
والسياسيين والعسكريين والمتنطعين وابنائهم ونسائهم ، الذين يرقصون على
أشلاء الشعب من المهد الى اللحد .
الحكام العرب جعلونا
مهزلة أمام العالم ، باعوا ثروات الأمة في سوق النخاسة الدولي ، وتنبهوا
اليوم فقط أن أمريكا واسرائيل هما اللتان تديران اللعبة في العالم العربي ،
حينما كنا نقول نحن ذلك كنتم تقولون أننا نبالغ ونتهم اسرائيل بكل شيء حتى
بالزلازل والبراكين لو حصلت ، واليوم يصيح الزعماء العرب ، اليوم القذافي
ويم امس علي عبدالله صالح وأول أول أمس مبارك أن أمريكا واسرائيل هما
اللتان تلعبان في الساحة العربية ..
فهمونا ياجماعة ياسادتنا الأعزاء من الذي يلعب بأقفيتنا ، أنتم أم أسرائيل أم أمريكا ... أم انتم جميعا ، على كل حال من استطاع منكم
الباءة فليصرف على الشعب وليعتدل قبل أن يعتزل أو يعزل ، فالصحافة الأمريكية التي تحبونها وتقدسونها وتصدقونها وليس أنا تقول أن
--------------------
مؤتمر القمة العربي القادم سيكون مؤتمر تعارف ... وسبحان الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة اختيار العنوان منى حتى لا يكون هناك تقويل على الكاتب