منتديات الكافيه
ما قيل عن الطيب اردوغان 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا ما قيل عن الطيب اردوغان 829894
ادارة المنتدي ما قيل عن الطيب اردوغان 103798
منتديات الكافيه
ما قيل عن الطيب اردوغان 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا ما قيل عن الطيب اردوغان 829894
ادارة المنتدي ما قيل عن الطيب اردوغان 103798
منتديات الكافيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الكافيه كل ما تتمناه  
الرئيسيةالبوابهأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء

 

 ما قيل عن الطيب اردوغان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
~*شمس الإسلام*~
المدير العام
المدير العام
~*شمس الإسلام*~


الجنس : انثى
البلد : ما قيل عن الطيب اردوغان 1684-110
العمر : 32
المهنه : ما قيل عن الطيب اردوغان Collec10
الحاله : ما قيل عن الطيب اردوغان 6810
عدد المساهمات : 1284
نقاط : 29488
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

ما قيل عن الطيب اردوغان Empty
مُساهمةموضوع: ما قيل عن الطيب اردوغان   ما قيل عن الطيب اردوغان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 3:00 am


ما قيل عن الطيب اردوغان 59622
الطيب أردوغان .. الذي انتصر بالحب





الطيب أردوغان




لم
يستطع تمالك نفسه حين خرج من مبنى رئاسة البلدية عام 1999 إثر الحكم بحبسه
لمدة سنة، فوجد فتى في الرابعة عشرة يركض إليه على كرسي متحرك؛ ليقول له:
"إلى أين رئيسنا؟.. لمن تتركنا؟!"، يقول أردوغان: "فرّت الدموع من عيني،
ولم يكن بوسعي غير التماسك أمام الصبي، وطمأنته، ثم قبّلته"



لم
يتخلف أردوغان يومًا عن واجب العزاء لأي تركي يفقد عزيزا ويدعوه للجنازة،
مثلما لبى الكثير من دعوات الشباب له بالمشاركة في مباريات كرة القدم.



4>اقترب "طيب" من الناس.. ربما يكون هذا هو السر في أنْ منحه الناس
حبًّا جارفاً لم تعرفه تركيا منذ سنين طويلة فيما يتعلق برجال السياسة
والحكم.


إن خطه السياسي ومسيرته العملية قد سبق لنا التطرق لها من قبل، لكن ما يهمنا أن نتحدث عنه الآن هو ما الذي جعله يحصد كل هذا الحب؟

>
وسط الفقراء نشأ.. وبالإيمان نجح


>ما خطر ببال أحد من أهالي حي قاسم باشا الفقير بمدينة إستانبول أن يصبح
أحد أبنائه رئيسا لبلدية المدينة، فضلا عن أن يكون رئيسًا لأكبر حزب سياسي
بتركيا؛ لذا فقد سهر أهالي الحي حتى الصباح يوم انتصار أردوغان.



<ولخص أحد هؤلاء البسطاء فرحتهم قائلا: "نحن نفتخر بأردوغان؛ فإننا
نعتقد أن أحدًا بعد اليوم لن يجرؤ على السخرية منا أو إهمالنا…".


>ولد طيب في 26 فبراير 1954 لوالد فقير يعمل في خفر السواحل محافظة
"رِزا" شمل تركيا، وما لبث الأب أن هاجر لإستانبول في الأربعينيات من القرن
الماضي؛ بحثاً عن فرص أوسع للرزق، وبعد أن أنهى طيب تعليمه الابتدائي
التحق بمدرسة الأئمة والخطباء الدينية، ومنها إلى كلية التجارة والاقتصاد
بجامعة مرمرة بإستانبول.



>لم تمنعه هذه النشأة المتواضعة أن يعتز بنفسه.. فقد ذكر في مناظرة
تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: "لم يكن أمامي غير
بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة
والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا".





<>وليس أدل على عدم تنكره لماضيه من أنه لم يغيّر مسكنه –رغم بساطته-
بعد وصوله لمنصب عمدة المدينة الذي اعترف الجميع –حتى مناوئيه- بأن وجهها
قد تغير تماما، بفضل رفضه الصارم للفساد المستشري في الحقل السياسي التركي؛
ففي تقليد متبع مع رؤساء البلديات التركية عُرضت عليه ملايين الدولارات
كعمولة من الشركات الغربية التي اتفق معها على مشروعات للمدينة؛ فما كان
منه إلا أن طلب خصم هذه العمولة من أصل المبلغ والعقد.





>وليس أدل على عدم تنكره لماضيه من أنه لم يغيّر مسكنه –رغم بساطته- بعد
وصوله لمنصب عمدة المدينة الذي اعترف الجميع –حتى مناوئيه- بأن وجهها قد
تغير تماما، بفضل رفضه الصارم للفساد المستشري في الحقل السياسي التركي؛
ففي تقليد متبع مع رؤساء البلديات التركية عُرضت عليه ملايين الدولارات
كعمولة من الشركات الغربية التي اتفق معها على مشروعات للمدينة؛ فما كان
منه إلا أن طلب خصم هذه العمولة من أصل المبلغ والعقد.




<و"طيب" يصرح عن ذلك: "سألوني عن السبب في النجاح في تخليص البلدية من
ديونها، فقلت: لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه.. إنه الإيمان.. لدينا الأخلاق
الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام".



قدواتة الرسول علية الصلاة والسلام ثم والدة وسياسيون وشعراء


">يؤكد "طيب" أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أسوته الأولى، لكن ذلك لا
يمنع أنه تأثر أيضا بالزعيم "نجم الدين أربكان" الذي منحه الثقة، وأعطاه
الفرصة ليصل لمنصب رئيس فرع حزب الرفاه وهو في الخامسة والثلاثين، ثم رئيس
بلدية إستانبول أكبر بلدية عامة بتركيا عام 1995.


<>كما أن تعليمه الديني وتديّن والده لعبا دورا بارزًا في ملامح شخصيته. وممن تأثر بكتاباتهم الشاعران المسلمان محمد عاكف
توفي 1936، ونجيب فاضل توفي 1985، لدرجة أن أردوغان دخل السجن لأول مرة في
حياته عام 1999، وفقد مقعد عمدة إستانبول بسبب قراءة شعر للراحل محمد
عاكف.



مساجدنا ثكناتنا

قبابنا خوذاتنامآذننا حرابناوالمصلون جنودناهذا الجيش المقدس يحرس ديننا


>وعلاقته وثيقة بالأديب المسلم "نجيب فاضل"؛ فقد عاصره، وتلقى عنه
دروسًا كثيرة في الشعر والأدب. وقد درج أردوغان على الذهاب لمقبرة فاضل في
ذكراه السنوية، وفى جمع غفير من أهالي إستانبول للترحم على روحه.


قلبة وقالبة مؤثران


4>حماسي جدا وعاطفي جدا.. يمكن أن يكون هذا باختصار هو "طيب"؛ فالعلاقات
الاجتماعية الدافئة من أهم ملامح شخصيته؛ فهو أول شخصية سياسية يرعى
المعوقين في ظل تجاهل حكومي واسع لهم، ويخصص لهم امتيازات كثيرة مثل تخصيص
حافلات، وتوزيع مقاعد متحركة، بل أصبح أول رئيس حزب يرشح عضوا معوقًا في
الانتخابات وهو الكفيف "لقمان آيوا" ليصبح أول معوق يدخل البرلمان في تاريخ
تركيا.


ولا يستنكف أن يعترف بما لديه من قصور علمي لعدم توفر الفرصة له
للتخصص العلمي أو إجادة لغات أخرى غير التركية؛ لذلك فقد شكل فريق عمل
ضخمًا من أساتذة الجامعات والمتخصصين في شتى المجالات للتعاون معه في تنفيذ
برامج حزبي الرفاه والفضيلة أثناء توليه منصب عمدة إستانبول.




<>يميزه احترام الكبار وأصحاب التخصص؛ فهو لا يتردد في تقبيل أيدي
أهل الفضل عليه، ومن ذلك أنه أصر أن يصافح ضيوفه فردًا فردًا خلال "مؤتمر
الفكر الإسلامي العالمي" الذي تبنته بلدية إستانبول عام 1996؛ مما أكسبه
احترام العديد من الشخصيات الإسلامية الثقيلة.





<>ويرى البعض أن صفاته الجسدية (قامته الطويلة، وجسمه الفارع، وصوته
الجهوري) تلعب دورا هاما في جذب الناس إليه، كما أنه ليس متحدثًا بارعًا
فحسب لكنه مصغٍ جيد كذلك.






>شخصيته الشجاعة دفعته لتعيين مجموعة كبيرة من المحجبات داخل رئاسة
البلدية، مثلما أعطى الفرصة للطرف الآخر دون خوف من النقد الإعلامي، مثلما
لم يتردد في هدم منازل وفيلات لكبار الشخصيات، من بينهم فيلا الرئيس الراحل
تورجوت أوزال؛ لأنها بُنيت مخالفة للقانون.




>لم يتردد في إرسال بناته لأمريكا لإكمال تعليمهن، بعد أن أغلقت الأبواب
أمامهن داخل تركيا بسبب ارتداء الحجاب، ولم يلتفت للحملة الإعلامية الشرسة
التي تعقبته أثناء ذهابه للحج أو العمرة مع زوجته المحجبة,حيث راحت تستهزئ
بة باطلاق تعبير الحاج الرئيس


>هل سيستطيع أن يمشي على "السلك"؟ ففي بلد مثل تركيا لا بد أن يكون
السياسي قادرا على ذلك؛ فطيب رئيس الحزب ذو الخلفية الإسلامية الواضحة
يجتهد أن يؤكد علمانية حزبه.. فهل يصدقه أحد؟!


<>ولا شك أن تصريحاته الأولى بعد الفوز جاءت لتؤكد هويته؛ فقد أعلن بوضوح أنه ضد ضرب العراق، كما أعلن عن
عتزامه إلغاء الحظر على المحجبات..
صحيح أنه أعلن احترامه للدستور العلماني، كما أعلن اهتمامه بدخول تركيا
للاتحاد الأوربي.. إلا أن البعض يعتبر ذلك تصريحا لا يساوي شيئا من الناحية
العملية؛ لأن الاتحاد الأوروبي رفض دخول تركيا قبل الانتخابات، وبالطبع لا
يتوقع أن يتغير الحال في ظل حكومة إسلامية التوجه.


ولكن يبدو أن الجميع سيكون في موقف الجيش التركي الذي عبر عنه أحد جنرالاته قائلا: "سننتظر ونرى ما سيفعل الطيب…"!!


صحفي تركي

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~*شمس الإسلام*~
المدير العام
المدير العام
~*شمس الإسلام*~


الجنس : انثى
البلد : ما قيل عن الطيب اردوغان 1684-110
العمر : 32
المهنه : ما قيل عن الطيب اردوغان Collec10
الحاله : ما قيل عن الطيب اردوغان 6810
عدد المساهمات : 1284
نقاط : 29488
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

ما قيل عن الطيب اردوغان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما قيل عن الطيب اردوغان   ما قيل عن الطيب اردوغان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 3:53 pm

من ويكيبديا

ولد أردوغان في 26 فبراير 1954 في إسطنبول. لأسرة من أصل جورجي أمضى طفولته المبكرة في ريزة على البحر الأسود ثم عاد مرة أخرى إلى إسطنبول وعمرهُ 13 عاماً نشأ أردوغان في أسرة فقيرة فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: "لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا".أتم تعليمه في مدارس "إمام خطيب" الدينية ثم في كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة.
التحاقه بالسياسة

انضم أوردغان إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينات، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في 1980، تم إلغاء جميع الأحزاب، وبحلول عام 1983 عادت الحياة الحزبية إلى تركيا وعاد نشاط أوردغان من خلال حزب الرفاه، خاصةً في محافظة إسطنبول. و بحلول عام 1994 رشح حزب الرفاه أوردغان إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات خاصةً مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد.
تأسيس حزب العدالة والتنمية

عام 1998 اتهُم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية تسببت في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهير يقول فيه:
مساجدنا ثكناتنا
قبابنا خوذاتنا
مآذننا حرابنا
والمصلون جنودنا
هذا الجيش المقدس يحرس ديننا


لم تثنِ هذه القضية أردوغان عن الاستمرار في مشواره السياسي بل نبهته هذه القضية إلى كون الاستمرار في هذا الأمر قد يعرضه للحرمان للأبد من السير في الطريق السياسي كما حدث لأستاذه نجم الدين أربكان فاغتنم فرصة حظر حزب الفضيلة لينشق مع عدد من الأعضاء منهم عبد الله غول وتأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001. منذ البداية أراد أردوغان أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الأيديولوجية مع أربكان وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة، فأعلن أن العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وقال "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا
رئيساً للوزراء 2003

خاض حزب العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية عام 2002 وحصل على 363 نائبا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة. لم يستطع أردوغان من ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه وقام بتلك المهمة عبد الله جول. تمكن في مارس عام 2003 من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه.

بعد توليه رئاسة الحكومة عمل على الاستقرار والأمن السياسي والاقتصادي والإجتماعي في تركيا، وتصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع يونان، وفتح جسورا بينه وبين أذربيجان وبقية جمهوريات السوفيتية السابقة، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا وفتح الحدود مع عدة الدول العربية ورفع تأشيرة الدخول، وفتح أبوابا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا مع عدة البلدان العالمية، وأصبحت مدينة إسطنبول العاصمة الثقافية الأوروبية عام 2010، [بحاجة لمصدر]أعاد لمدن وقرى الأكراد أسمائها الكردية بعدما كان ذلك محظورا، وسمح رسميا بالخطبة باللغة الكردية.
السياسة الخارجية
أردوغان وحرب غزة 2009

كان موقف أردوغان موقفاً "حازماً" ضد خرق إسرائيل للمعاهدات الدولية وقتلها للمدنيين أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد قام بجولة في الشرق الأوسط تحدث فيها إلى قادة الدول بشأن تلك القضية، وكان تفاعله واضحاً مما أقلق إسرائيل ووضع تركيا في موضع النقد أمام إسرائيل، وقال أردوغان "إني متعاطف مع أهل غزة".
مؤتمر دافوس 2009
أردوغان يغادر مؤتمر دافوس


في 29 من يناير غادر أردوغان منصة مؤتمر دافوس احتجاجاً على عدم اعطائه الوقت الكافي للرد على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن الحرب على غزة.[9] بعد أن دافع الرئيس الإسرائيلي عن إسرائيل وموضوع صواريخ القسام التي تطلق على المستوطنات وتساءل بصوت مرتفع وهو يشير بإصبعه عما كان أردوغان سيفعله لو أن الصواريخ أُطلقت على إسطنبول كل ليلة, وقال أيضاً "إسرائيل لا تريد إطلاق النار على أحد لكن حماس لم تترك لنا خياراً".[10] رد أردوغان على أقوال بيريس بعنف وقال: إنك أكبر مني سناً ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالي الذي يثبت أنك مذنب. وتابع: إن الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال في شواطئ غزة، ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن دبابتهم.[11] ولم يترك مدير الجلسة الفرصة لأردوغان حتى يكمل رده على بيريز، فانسحب رئيس الوزراء التركي بعد أن خاطب المشرفين على الجلسة قائلا "شكراً لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم وسمحتم للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب", وأضاف أردوغان في المؤتمر الذي عقد بعد الجلسة إنه تحدث 12 دقيقة خلال المنتدى كما تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بدوره 12 دقيقة، غير أن بيريز تحدث 25 دقيقة، ولما طلب التعقيب عليه منعه مدير الجلسة.[

احتشد الآلاف ليلاً لاستقبال رجب طيب أردوغان بعد ساعات من مغادرة مؤتمر دافوس حاملين الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها "مرحبا بعودة المنتصر في دافوس" و"أهلا وسهلا بزعيم العالم".[13] وعلقت حماس على الحادث بالقول "على الحكام العرب ان يقتدوا به".
أردوغان وجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام

منحته السعودية جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 - 1430 هـ). وقال عبد الله العثيمين الأمين العام للجائزة إن لجنة الاختيار لجائزة خدمة الإسلام التي يرأسها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز اختارت أردوغان لقيامه بجهود بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، "ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة إسطنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفة العظيمة؛ وطنياً وإسلاميا وعالمياً". وقد تم منحه شهادة دكتوراة فخرية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في مجال خدمة الإسلام بتاريخ 1431/3/23 هـ
أردوغان وجائزة القذافي لحقوق الإنسان

تسلم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الإثنين 29 نوفمبر 2010 الموافق جائزة القذافي لحقوق الإنسان خلال الحفل الذي تنظمه مؤسسة القذافي العالمية لحقوق الإنسان بمسرح فندق المهاري بطرابلس - ليبيا. وبدأت مراسم الحفل بكلمة عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة الترشيحات للجائزة الدكتور أحمد الشريف، تليها كلمة رئيس اللجنة الشعبية الدولية لجائزة القذافي، ليتم بعدها تسليم الجائزة والتي تشمل قراءة براءة الجائزة باللغة العربية والتركية والإنجليزية. يذكر أن أردوغان يزور ليبيا للمشاركة في القمة الأفريقية الأوروبية الثالثة بصفته “ضيف شرف” بدعوة رسمية من القائد معمر القذافي].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~*شمس الإسلام*~
المدير العام
المدير العام
~*شمس الإسلام*~


الجنس : انثى
البلد : ما قيل عن الطيب اردوغان 1684-110
العمر : 32
المهنه : ما قيل عن الطيب اردوغان Collec10
الحاله : ما قيل عن الطيب اردوغان 6810
عدد المساهمات : 1284
نقاط : 29488
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

ما قيل عن الطيب اردوغان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما قيل عن الطيب اردوغان   ما قيل عن الطيب اردوغان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 4:01 pm

د. راغب السرجاني



أردوجان.. عملاق في زمان الأقزام !!










الخميس, 05 شباط/فبراير 2009






على مدار سنوات طويلة ألفت الشعوب العربية رؤية القادة والزعماء
يركعون، بل وينبطحون، للغرب وللكيان الصهيوني، ولذلك كان عجيبًا جدًّا
ومفاجئًا لهم أن يشاهدوا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان وهو يعترض
على الرئيس اليهودي شيمون بيريز، ويقاطعه أكثر من مرة، ثم ينسحب من منتدى
دافوس معترضًا على إدارة الجلسة بشكل غير حيادي!

لقد كان موقفًا نادرًا حقًّا..ما قيل عن الطيب اردوغان Ardogan_Davos_01
إن الجميع يعلم أهمية هذا المنتدى الاقتصادي الذي يعقد في مدينة دافوس
(Davos) السويسرية منذ 38 سنة، ويضم كبرى الكيانات الاقتصادية في العالم
من الدول والهيئات والشركات العملاقة، وتزداد هذه الأهمية في أيامنا الآن
والتي تشهد أزمة مالية اقتصادية كبرى، والجميع يدرك كذلك شدة احتياج تركيا
لمزيد من العلاقات الاقتصادية التي تدعم مسيرتها الناهضة للخروج من الكبوة
الاقتصادية الخانقة التي مرت بها الدولة التركية في التسعينيات، والجميع
يعلم أيضًا مدى تغلغل التأثير اليهودي في اقتصاديات العالم بأسره، سواء
اقتصاد الدول أو الشركات.
إن هذه الخلفية المهمة لخطورة هذا المنتدى لتلفت انتباهنا إلى عظمة
موقف أردوجان، والذي أعاد إلى الأذهان العظمة والعزة التي كان يتكلم بها
أسلافه السلاطين العثمانيون الشرفاء الذين قادوا الدنيا بأسرها عدة قرون..
لقد وقف الرئيس الصهيوني شيمون بيريز يتحدث في برود عجيب عن الظلم
الذي يتعرض له اليهود في أرض فلسطين، وعن الألم الذي يصيب الشعب الإسرائيلي
نتيجة صواريخ حماس، وعن صعوبة الحياة عند الأطفال اليهود في هذه الأجواء،
مبررًا بذلك المذابح البشعة التي قامت بها قواته الإجرامية في قطاع غزة،
ولقد أعطاه رئيس الجلسة ضعف الوقت الذي أعطاه لغيره، وتركه يتكلم كيفما
يريد، ثم بعد انتهائه من الكلمة قام عدد من الحضور ممن يتزلفون إلى الكيان
الصهيوني بالتصفيق له، والموافقة على ما أدلى به من كلمات!!

لقد كان من المتوقع أن يمر الموقف بسلام كما مر غيره من آلاف المواقف، وكان
من المتوقع أن يكتفي المعترضون بالسكوت، وأن يتحرك العموم في اتجاه ترضية
الرئيس الصهيوني، لولا أنه كان بالقاعة رجلٌ في زمن عزّ فيه الرجال، وعملاق
في زمان الأقزام! وهذا الرجل هو أردوجان! ما قيل عن الطيب اردوغان Ardogan_Davos_06%281%29
لقد قام هذا البطل الشجاع في فروسية ظاهرة يقاطع شيمون بيريز، ويقول
له: "إسرائيل هم أدرى الناس بالقتل، وليست حماس هي التي دفعت إسرائيل إلى
القتل، بل أنتم قتلتم الأطفال على شاطئ غزة دون أي ذنب، وقبل إطلاق
الصواريخ".
ثم إنه توجه إلى الحضور الذين صفقوا منذ دقائق لبيريز وخاطبهم في
صراحة نادرة: "من المحزن أن يصفق الحضور لأناس قتلوا الأطفال، ولعملية
عسكرية أسفرت عن مقتل الآلاف الأبرياء، وليس هناك مبرر أبدًا لقتل المدنيين
بشكل عشوائي".
ثم توّج أردوجان موقفه البطولي بالانسحاب من المنتدى كُلِّية، وهو
يتوجه بالكلام إلى رئيس الجلسة المنحاز إلى بيريز قائلاً له: "بيريز تحدث
25 دقيقة، وأنا لم أعطَ الفرصة لأتحدث نصف هذه المدة، ولذا سأغادر، ولا
أعتقد أني سأعود إلى دافوس!".

الله أكبر ولله الحمد!!
وقامت الدنيا ولم تقعد..
إن ما حدث في دافوس قد يكون شرارة لتداعيات خطيرة قد تؤثر في مسيرة
الأحداث في السنوات القادمة.. وإنه لتحول ملموس في السياسة التركية يلفت
الأنظار إلى تنامي الدور التركي المهم في المنطقة الإسلامية.
ولا شك أن هذا الموقف لم يأتِ من فراغ، إنما هو تصعيد مستمر في اللهجة
التركية تجاه العدوان الصهيوني على غزة.. ولقد شاهد الجميع الاعتراضات
التركية المستمرة على هذا العدوان الغاشم، ولقد خطب أردوجان في 6 من يناير
2009م ( بعد 10 أيام من القصف الإسرائيلي) وقال في خطابه: "إن تركيا حكومة
ودولة وشعبًا لم ولن تكون إلى جانب الظالمين الإسرائيليين". بل إنه خاطب
وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني"، ووزير الدفاع "إيهود باراك"
قائلاً: "إن التاريخ سيسجل لكما هذا العار، ويجب عليكما التخلي عن الحسابات
الضيقة الخاصة بالانتخابات؛ فإن دماء الأطفال والنساء والعزل من
الفلسطينيين يجب أن لا تكون ثمنًا لهذه الحسابات". ثم توجه لكل اليهود
بكلمات يذكرهم فيها بفضل المسلمين عليهم في زمان أزمة اليهود أيام سقوط الاندلس فقال: "إن الأتراك العثمانيين أنقذوا أجدادكم اليهود من مظالم الصليبيين
في الأندلس عام 1492م لدى سقوط الدولة الإسلامية الأندلسية"، وكانت الخلافة العثمانية قد قبلت باستضافة اليهود الفارين من الأندلس بعد سقوطها، وذلك لشدة اضطهاد
الصليبيين الأسبان لهم، فهنا يلفت أردوجان انتباه اليهود والعالم إلى أن
المسلمين عطفوا على اليهود في أزمتهم، بينما يدور الزمان الآن وبدلاً من أن
يحفظ اليهود هذا الجميل إذا بهم يقابلونه بالبغي والاستبداد، ويحتلون
أراضي المسلمين ويقتلونهم وينكلون بهم..

إنه فارق بين منهجين مختلفين تمامًا..
منهج يقوم على التعايش والرحمة والحضارة، ومنهج لا يرتوي إلا بدماء الآخرين، ولا يعيش إلا بالظلم والتعدي..
وهكذا تعامل أردوجان مع القضية كرجل شريف شجاع يقرأ التاريخ، ويفهم
الواقع، ويعيش هموم أمته، ولا يرى فرقًا بين فلسطيني وتركي، فالكل في
النهاية مسلم، ولا يرهبه صهاينة ولا أوربيون، ولا يداهن أو ينافق، ولا يركع
أو ينبطح..
إنه حقًّا قائدٌ فذ نسعد بوجوده في هذا المنصب الحساس في دولة مهمة
كتركيا.. ونتمنى من الله أن يبارك له في خطواته، وأن يلهمه رشده، وأن يحفظه
من مكر الماكرين وكيد الكائدين..
إننا لكي نفقه قيمة هذا الموقف الجليل علينا أن نقارنه بمواقف الزعماء
الآخرين، والذين ينتمون إلى الفلسطينيين بعلاقات الدم والقربى والجوار
وغير ذلك، لكنهم للأسف لا يضعون الإسلام في حساباتهم، ولا يهتمون به، بل
إنهم للأسف الشديد يحاربونه في بلادهم، ويتتبعون أهله، ويعتقلون مؤيديه؛
ولذلك فإننا عندما نرى قائدًا كأردوجان فإننا ندرك قيمته، ونعلم قدره،
ونغبط الشعب التركي الأصيل على وجوده تحت قيادة هذا القائد المسلم..
ثم كلمة أخيرة في آذان المرعوبين من الصهاينة، والخائفين على كراسيهم
وسلطانهم.. أقول لهم: هل تدرون ما هو رد فعل شيمون بيريز على هذا التحدي
الإسلامي التركي؟ وهل تدرون ماذا فعل رئيس الدولة الصهيونية الذي كان
منتشيًا في مؤتمر دافوس يتحدث بقوة عن جرائمه ومنكراته؟!

لقد قام الرئيس الصهيوني شيمون بيريز بعد ساعة واحدة من انسحاب أردوجان
بالاتصال هاتفيًّا بأردوجان، واعتذر له رسميًًّا، ونقلت وسائل الإعلام هذا
الاعتذار!!
الله أكبر!!ما قيل عن الطيب اردوغان Ardogan_Davos_003
هل فقهتم اللغة التي يفهمها اليهود، بل والتي يفهمها العالم؟!
وهل علمتم لماذا يرفع أردوجان رأسه، ولماذا يرفع كذلك إسماعيل هنية والزهار وسعيد صيام ونزار ريان وغيرهم رءوسهم؟!
إن هؤلاء يرفعون رءوسهم لأنهم يعتزون بالإسلام، فيعطيهم الله عز وجل
قوة فوق قوتهم، ويمدهم بمدد من عنده، فيراهم العدو كثرة ولو كانوا قلة،
ويراهم في كامل البهاء والشموخ، ولو كانوا بسطاء فقراء..
إن قوة تركيا لا تقارن الآن بقوة الصهاينة أو الأمريكيين أو
الأوربيين، لكن الجميع ينظر إلى نهضتها الإسلامية وزعيمها الإسلامي
وتاريخها الإسلامي فيرتعب ويرتبك ويعيد حساباته ألف مرة قبل استثارة الغضب،
ويعتذر عما بدر منه من أخطاء..
رأينا ذلك مع أردوجان، ورأيناه مع قادة حماس، وسنراه مع كل من تمسك بدين الإسلام، وسار في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أما ما زاد من سعادتي حقًّا فهو التفاعل الإيجابي من شعب تركيا مع
موقف أردوجان، واستقباله بالآلاف في الجو البارد جدًّا في المطار عند وصوله
إلى تركيا، والمسيرات المؤيدة، والصحف المستبشرة، ولا يضره بإذن الله
إنكار بعض العلمانيين، فجموع الناس معه، وقبل ذلك وبعده فالله عز وجل يؤيده
ما دام سائرًا في طريقه..
لعله بقي بعد هذا التعليق استفسارات مهمة في أذهان القراء، لعل من
أهمها: لماذا لا يقوم أردوجان بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني؟ وما سر
العَلاقات الحميمة بين تركيا والكيان الصهيوني على مدار السنوات السابقة؟
ومن هو البطل أردوجان؟ وكيف نشأ على هذه الصورة البهية في دولة علمانية
عسكرية كتركيا؟
إنها أسئلة مهمة، والإجابة عليها تكشف لنا أمورًا كثيرة من الأحداث
التي تجري حولنا، ونفهم بها جذور الصراع الإسلامي اليهودي، كما نفهم بها
مستقبل العلاقات مع هذا الكيان الصهيوني البغيض، والإجابة على هذه الأسئلة
ستكون في المقالات القادمة بإذن الله..
اللهم وفِّق أردوجان إلى ما تحبه وترضاه، ويسِّر له أمره، وسدِّد خُطاه، وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..

اللهم آمين!!
ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
د. راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~*شمس الإسلام*~
المدير العام
المدير العام
~*شمس الإسلام*~


الجنس : انثى
البلد : ما قيل عن الطيب اردوغان 1684-110
العمر : 32
المهنه : ما قيل عن الطيب اردوغان Collec10
الحاله : ما قيل عن الطيب اردوغان 6810
عدد المساهمات : 1284
نقاط : 29488
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

ما قيل عن الطيب اردوغان Empty
مُساهمةموضوع: انسحاب اردوغان من مؤتمر دافوس    ما قيل عن الطيب اردوغان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 4:11 pm



عدل سابقا من قبل ~*شمس الإسلام*~ في الثلاثاء فبراير 15, 2011 10:09 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~*شمس الإسلام*~
المدير العام
المدير العام
~*شمس الإسلام*~


الجنس : انثى
البلد : ما قيل عن الطيب اردوغان 1684-110
العمر : 32
المهنه : ما قيل عن الطيب اردوغان Collec10
الحاله : ما قيل عن الطيب اردوغان 6810
عدد المساهمات : 1284
نقاط : 29488
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

ما قيل عن الطيب اردوغان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما قيل عن الطيب اردوغان   ما قيل عن الطيب اردوغان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 4:23 pm




بأقلام المحللين .. ولماذا لا يكون أردوجان إسلاميا ؟!










الأربعاء, 11 شباط/فبراير 2011





لم يترك أحد من الساسة وصناع القرار تأثيرا ويخلف جدلا مثلما ترك رئيس
الوزراء التركي أردوجان جراء مواقفه التي تتابعت وتصاعدت، ووصلت ذروتها في
الموقف الذي اتخذه في منتدى دافوس عندما هاجم الموقف الإسرائيلي ودخل في
سجال مع شيمون بيريز.
في بداية الأحداث غمز البعض في موقف أردوجان واعتبره مجرد مناورة سياسية،
يحاول من خلالها أردوجان تسجيل نقاط لصالحه أمام الشارع التركي وبقدر لا
يحمله أي تبعات، كما ذهب البعض إلى أن أردوجان إنما كان يتحرك من وحي
إدراكه للمصلحة التركية وتعزيز دور تركيا كلاعب إقليمي فاعل ومؤثر.
تلك التفسيرات لموقف أردوجان وبغض النظر عن موضوعية بعضها وعدم تعارضها مع
الموقف القيمي العام كان الدافع الأساسي للبعض من ورائها تجريد أردوجان من
كل بعد قيمي والتهوين من تأثير صنيعه، وهذا المسلك التفسيري يهدف إلى
التغطية على بعض المواقف السياسية الرسمية في العالم العربي والإسلامي
والتي وضعها أردوجان في موقف شديد الحرج من ناحية، كما أن البعض كان له هدف
آخر هو تجريد أردوجان من فضيلة الموقف المبدئي لأفعاله وتصويره كموقف
سياسي محض وفي ذلك إيحاء بقطع الصلة بين الوصف "الإسلامي" لأردوجان وبين ما
أقدم عليه من مواقف وأفعال.
تصنيف أردوجان والنهج الإقصائي
منذ أن حقق العدالة والتنمية التركي حضورا متصاعدا في المجال المجتمعي
والسياسي التركي والجدل حول كونه إسلاميا من عدمه يشغل بال الكثيرين، ويثور
حوله سجالات سياسية ومعرفية. وبالرغم من أن جدلية الصراع حول الصفات
الأيديولوجية ومن بينها "الإسلامي" عقيمة الجدوى ولا تحكمها معايير واضحة
ولا يترتب عليها كثير فائدة فإن الخوض في هذه الجدلية فيما يخص أردوجان
وحزبه تحديدا تبدو هامة لأنها تكشف عن عمق النهج الإقصائي الدفين لدى البعض
وانطباعاته السلبية وتصوراته للآخر.
أكثر الناس حرصا على وضع كل تفسير لمواقف أردوجان يبعده عن كونه "إسلاميا"
هو الفريق المخاصم للإسلاميين بكل ألوانهم وصنوفهم وتجلياتهم، والذين لا
يرغبون في نسبة أي عمل إيجابي على صعيد الأفكار والمسلكيات لكل من يحمل صفة
"الإسلامية" شخصا كان أو اتجاه أو فكرة أو مؤسسة.
إن تتبع التفسيرات التي ساقها هؤلاء لمواقف أردوجان تكشف عن القراءة
المبيتة والاستباقية التي أصروا على أن ينظروا من خلالها لكل فعل يصدر عن
أردوجان ، بما يساهم بالأخير في تحقيق البغية المرتبطة بتجريد كل مواقفه من
سياقها القيمي والمبدئي، وبما يجعلها قابلة للتفسير بما يتماشى وفكرة أنها
معزولة السياق عن أي خلفية أو توجه أو مرجعية إسلامية تلبس بها أردوجان في
يوم ما من ماضيه أو حاضره.
التشكيك في دوافع أردوجان
فسر البعض موقف أردوجان أولا باعتباره "مجرد فذلكة" و"حركة بهلوانية"
سياسية تدرك أنها تقوم بأفعال لن يترتب عليها أية تأثيرات حقيقية، كما أنها
مأمونة من زاوية أخرى في مجال دفع أثمان وفواتير جراء القيام بمثل هذه
الأفعال. ومع تصاعد مواقف أردوجان ووصولها إلى الذروة من حيث تعرية الموقف
الصهيوني ودحض حجج الصمت الغربي والدولي حيال العدوان الصهيوني بدا منطقيا
أن هذه الأفعال على هذه الشاكلة لا يمكن بحال أن توصم بأنها مجرد أفعال
قشرية وظاهرية وعديمة الجدوى والتأثير، مما دفع البعض إلى إعادة تدوير
الزوايا في مجال الدفع بالحجج لمحاولة تفريغ مواقف أردوجان من كل موقف
قيمي، والساعية بالأخير إلى نزعه أفعاله من إمكانية أن تقرأ بأي نحو من
الأنحاء على ضوء الوعي بالمحددات العامة للفكرة الإسلامية التي تشكل مرجعية
أردوجان .
في السياق السابق دفع البعض بحجج من قبيل أن أردوجان إنما كان يتصرف على
ضوء وعيه بأهمية الدفع قدما بالدور التركي ليتمدد في مساحة الفراغ الإقليمي
التي يخلفها ضعف الموقف الرسمي العربي وتشرذمه من ناحية، والاصطفاف الحادث
بفعل الاحتقان الناجم عن توزع القوى الإقليمية في مربعات المحاور من ناحية
أخرى، كما دفع هؤلاء بحجية سعي أردوجان إلى التلامس مع الموقف الشعبي
التركي. البعض طرح حججا تبدو أكثر وجاهة مثل فكرة الدافع الإنساني المحض في
مواقف أردوجان ، لكنها بالأخير تسير في إطار الهدف المضمر الساعي إلى
تكريس كل قطيعة لأردوجان مع أي تأثير للفكرة الإسلامية والحرص على أن تبدو
المسافة بين أفعاله والصفة المراد نفيها عنه "الإسلامي" بعيدة بعد
المشرقين، أيا ما كانت قراءة الإسلامية وتطوراتها في تجربة أردوجان وحزب
العدالة والتنمية.
العدالة والتنمية والقراءة الملونة
ما قيل عن الطيب اردوغان Image001_Turkey_Ardoghan_11-02-2009
ومن اللافت أن التوجه السالف شديد اللوم دوما على الإسلاميين بشكل عام لما
يعتبره وقوعا منهم على اختلاف أنواعهم في مربع الجمود، وعدم القدرة على
مسايرة المستجدات وطرح أفكار ومشروعات تتسم بالجدة والمرونة والقراءة
العصرية، ولا ندري لماذا عندما تحدث هذه الاستجابات يتم صرفها عن وجهتها
الإسلامية وقراءتها في سياق مغاير؟ وينسل من التساؤل الفائت عدة تساؤلات:
هل كل مواقف فاعلة وقراءة رشيدة حكر على توجه بعينه وشخوص بذاتها، وهل من
الحتمي واللازم أن يكون الإسلامي ليس هو ذاته عندما يتطور ويأتي بأفعال
تتسم بحسن التدبير والوعي النافذ والبصيرة الثاقبة في عالم السياسة وفضاء
الفعل المجتمعي بشكل عام؟ لماذا يقرأ البعض صفة الإسلامي حضورا وعدما تبعا
لكل موقف على حدة وبشكل توظيفي ابتساري فإن وقف العدالة والتنمية التركي مع
قانون رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجامعات التركية إلى الحد الذي جعل
وجوده السياسي على المحك وسبب له من المتاعب السياسية ما لا يخفي على أحد
تم قراءة العدالة والتنمية باعتباره حزبا ذا خلفية أيديولوجية إسلامية وأنه
أزم الساحة التركية وطرح مطالب فئوية وليست مطالب متعلقة بموضوع الحريات
العامة؟. وإن وقف العدالة والتنمية
مع الشعب الفلسطيني وقدم الإسناد السياسي المطلوب وجابه الموقف الصهيوني في
محافل المؤسسات الدولية وقدم تجارب اجتماعية رائدة في مجال القفز حول
حواجز ومتاريس الاحتقان السياسي تم قراءته باعتباره حزبا مبتوت الصلات من
كل وجه بالفكرة الإسلامية وكل تجلياتها؟.
تأييد أردوجان واتساع قاعدته
يتوهم من عمدوا إلى نزعة كل العلائق لأردوجان بالفكرة الإسلامية أن
الالتفاف حول مواقف أردوجان يأتي من الشرائح الجماهيرية التي تمثل العمود
الفقري للحركات الإسلامية، وربما فات هؤلاء أن القطاعات الجماهيرية العريضة
من هذه الجماهير ظلت مرتهنة على الأقل قبل أحداث غزة إلى حد كبير بقراءة
المواقف الحاكمة للقوى الإسلامية في غالبيتها والتي ظلت مأخوذة بالتوجس من
نهج أردوجان باعتباره لا يقدم طرحا يتماثل مع طروحات عموم الإسلاميين من
ناحية، وأنه قد يفتح عليهم باب التساؤلات من ناحية ثانية حول عدم القدرة
على محاكاة هذا النموذج في مجال القدرة على اتخاذ زمام المبادرة وتقديم ما
هو تجديدي ومناسب للتعامل مع الإشكاليات والتحديات التي تواجه الحركات
الإسلامية دون الالتفات إلى خصوصية الواقع القطري واختلاف السياقات
والمعطيات التي تحكم واقع الحركات والأحزاب الإسلامية من مجتمع لآخر.
ليس صحيحا أن من تعاطف مع أردوجان وثمن مواقفه هم جمهور الحركات الإسلامية
فقط، فهذه المواقف كانت محل إجماع من شرائح عريضة في الشارعين العربي
والإسلامي، كما تلقتها بشكل حسن بعض النخب الفكرية والسياسية غير المرتبطة
بالفكرة الإسلامية.
كل الدوافع غير "إسلامية "!

أردوجان وجول خلال جلسة في البرلمانما قيل عن الطيب اردوغان Image002_Turkey_Ardoghan_11-02-2009
في مجال تفسير مواقف أردوجان ومحاولة تبيان أنها تأتي في سياقات مختلفة عن
التوجهات التي تحكم الإسلاميين، يطرح البعض عدة تفسيرات وكأنها تتناقض مع
كل توجه إسلامي ومع كل بواعث الفكرة الإسلامية. فهناك التفسير المتعلق
بتغليب المصلحة القطرية، حيث يتم طرح الأمر وكأن "الإسلامي" بفطرته،
والفكرة الإسلامية بحد ذاتها لا تتساوق مع أي نزوع نحو إدراك الهموم
والمصالح القطرية، أو أن الإسلاميين يضعون المصلحة القطرية في ذيل
الأولويات والاهتمامات والولاءات ويغلبون عليها إما الولاءات والانتماءات
القبلية أو فوق القطرية، وتلك تفسيرات تصح بلا ريب في حق بعض القوى
والاتجاهات الإسلامية.. لكنها ليست صالحة لتعميمها على كل الاتجاهات
ومكونات الحالة الإسلامية أفكارا وكيانات. ثم هب أن "الإسلامي" الذي طالما
ابتعد عن تقدير المصلحة القطرية حق قدرها قد غير في قناعاته وإدراكه وبدل
في مساره نحو تصويب هذا الخلل، فهل يتحتم قراءة هذه التحولات باعتبارها
إنما تتم حتما على غير ذات الأرضية الإسلامية، وأن الفكرة الإسلامية لا تسع
مثل هذه التطورات؟!.

طرح البعض في شبكة التفسيرات لمواقف أردوجان أن منطلقاته في المواقف حيال
الشعب الفلسطيني كانت منطلقات إنسانية ولم تكن مرتبطة بحال من الأحوال من
كونه "إسلاميا" أو على الأقل كان يوما إسلاميا ومازالت تجربته التاريخية
تلقي ببعض ظلالها التأثيرية عليه!.
وليس المجال هنا معارضة فكرة أن شخصا ما أو دولة أو مؤسسة قد تتعاطف وتساند
الموقف الفلسطيني من منطلق إنساني، فقد رأينا في مواقف بعض الدول مثل
فنزويلا وغيرها وما حدث من حركات جماهيرية مؤازرة للشعب الفلسطيني في
العديد من البلدان الغربية ما يثبت صوابية هذا الطرح. لكن التساؤل هنا عن
وجاهة الجزم والقطع بأن الخلفيات التي حكمت مواقف أردوجان كانت إنسانية
وليست "إسلامية"، وهل ثمة فصل حتمي بين الإنساني و"الإسلامي"؟ وهل هناك
عائق موضوعي في إمكانية التلازم والتصاحب في الموقف بين الإنسانية
و"الإسلامية"؟! ألم يعب البعض على مواقف الإسلاميين بشكل عام كونها تتلبس
بصلابة الأيديولوجية وتجافي كثيرا الحس الإنساني فلماذا عندما تأتي المواقف
تحمل المعنى الإنساني يتم حسابها لغير كل ما هو "إسلامي"، وكأن الإنسانية
والإسلامية بينهما من التباعد ما يجعل اللقاء بينهما مستحيلا؟!.
من جملة التفسيرات التي طرحها البعض لمواقف أردوجان أن الرجل يتميز بالدهاء
والحنكة السياسية، وأنه تصرف بهذا الحس السياسي. وهنا أيضا يثور أكثر من
تساؤل فإن كان القصد أن كل براعة سياسية لابد أن تتخلى عن كل ما هو قيمي
ومبدئي فهذا طرح لمعنى السياسة لا يلزم أبناء الأمة الإسلامية، ولن يلقى
بالطبع قبول الكثيرين من أهل السياسة ذاتهم في أرجاء المعمورة على اختلاف
انتماءاتهم العقدية والفكرية، وإن كان القصد أن البراعة السياسية تتطلب نضج
الوعي وحسن التقدير ودقة الحسابات ومراعاة المآلات فلماذا أيضا لا يكون
هناك "إسلامي" ينعم بهذه الميزات وتلك الملكات؟.
ربما يكون الجدل حول تصنيف أردوجان والاختلاف حول كونه "إسلاميا" من عدمه
مسألة هامشية وتعكس من المناكفات وسطحية التفكير أكثر مما تعكس من الحوار
الجاد حول مسائل ذات مغزى، لكن هذه المسألة إنما تكتسب أهمية طرحها مما
تعكسه من دلالات ترتبط بنزعات الإقصاء عند البعض ومحاولة قراءة المواقف
والأفكار في سياق توظيفي ملغم وضار. إن المسألة أبعد من أردوجان في
دلالاتها، إنها تحمل دلالات تشي بأن البعض لا يريد أن يقرأ كل ما هو
"إسلامي" إلا في إطار من السلبية، وقراءة كل ما هو إيجابي في إطار مغاير
لكل ما هو "إسلامي"، وكأن كل تطور لدى الإسلاميين لابد أن يقودهم إلى خارج
الفكرة الإسلامية بشكل عام، وكأن كل اجتهاد تم في سياق إسلامي وفي إطار من
الوعي بالضرورات والفهم المقاصدي لابد أن تكون خاتمته إقرارا بالقطيعة
التامة مع المرجعية الإسلامية ونبذها. وهل هناك أفكار لا تساعد على تطور
الإسلاميين ولا تدعم الفكر الإصلاحي داخل الحالة الإسلامية مادامت ستجعلهم
بالأخير غير مؤهلين لحمل صفات التطور والإصلاح والإسلامية معا!.
________________________________________
باحث متخصص في الحركات الإسلامية ـ .علاء النادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~*شمس الإسلام*~
المدير العام
المدير العام
~*شمس الإسلام*~


الجنس : انثى
البلد : ما قيل عن الطيب اردوغان 1684-110
العمر : 32
المهنه : ما قيل عن الطيب اردوغان Collec10
الحاله : ما قيل عن الطيب اردوغان 6810
عدد المساهمات : 1284
نقاط : 29488
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

ما قيل عن الطيب اردوغان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما قيل عن الطيب اردوغان   ما قيل عن الطيب اردوغان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 4:24 pm

د. راغب السرجاني


ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image002



رسالتي إلى أردوجان










الخميس, 17 حزيران/يونيو 2010




أستاذي الجليل، وأستاذ
جيلنا كله الأخ الحبيب أردوجان.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،



أشاهد
مع أمتنا الكريمة، ومع العالم أجمع كذلك، جهودكم المباركة لإعزاز الإسلام، والدفاع
عن مقدساته وحرماته، فهنيئًا لكم اجتماع الصالحين من أبناء أمة الإسلام على حبكم
وتأييدكم، وأسأل الله U أن يثبتكم، وأن يرزقكم نور البصيرة، وحسن العمل، وروعة الخواتيم.



أستاذي
الجليل.. رأيت أن من واجبي وأنا أرى مسيرتكم الرائعة، أن أسهم بما أستطيع لتدعيم
موقفكم، وأن أدلي بدلوي بعدة وصايا قد يجعل الله U فيها خيرًا لك وللأمة، وقد تكون سببًا في نجاتي يوم القيامة، يوم
لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأسأل الله U
أن تلقى هذه الوصايا منه القبول، وأن تجد طريقها إلى قلبك وعقلك..



الوصية الأولى: قد ولاك الله U
أمرًا عظيمًا، وشأنًا جليلاً، فأنت إمام من أئمة المسلمين، يتولى بشكل مباشر قيادة
دولة عظيمة فيها خلق كثير، فيا لسعادتك إن كان عملك خالصًا لله! فأول السبعة الذين
يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل، وأحسبك -والله حسيبك- هذا الإمام،
فلا تخطوَنَّ خطوة إلا وأنت تحتسبها لله، ولا تقدمَنَّ على أمر إلا وأنت ترجو
المثوبة من الله، ولتعلم أن النية تتقلب كثيرًا، فعليك دومًا بتجديدها، ولا يغرنك
الآثار الجليلة لأعمالك؛ فإن الله U يحبط عمل الشهيد والعالم والجواد إن كان لغيره I،
فهو أغنى الشركاء عن الشرك، ولا تركن إلى الدنيا فإنها زائلة، ولا يلهينَّك مال
ولا كرسي عن طاعة ربك، واعلم أنك موقوف بين يدي العزيز الجبار، وأن الله سيسألك عن
الذرة والقطمير، فأعد لكل سؤال جوابًا، ولتدرك أن البشر يُسألون عن أنفسهم
وأزواجهم وأولادهم، أما أنت فسيسألك ربنا عن شعب كامل، بل قد يسألك عن أمة الإسلام
التي تعلقت قلوبها بك، فالحذر الحذر من نسيان هذا اليوم الطويل، والعمل العمل لكي
تظهر أمام الله U في أبهي صورة وأنقى سريرة.



ثم
انتبه -أخي أردوجان- إلى أن كل ما وصلت إليه هو محض فضل من الله U،
وكل ما نجحت فيه من قرارات وأفعال هو توفيق من الحكيم الخبير سبحانه، فلا يدخلنَّك
عُجْب أبدًا، ولا تقولنَّ إنما أوتيته على علم عندي، وأظهِرْ دومًا الافتقار إلى
الله، وانسب إليه كل أعمالك؛ فهو الناصر، وهو المعز، وهو المعطي، وهو المتصرف في
كونه كله، ولتكن حيث أمرك الله أن تكون، ولتحذر أن يراك الله حيث لا يجب أن يراك،
واجتهد في تطبيق شريعة ربك ففيها النجاة في الدنيا والآخرة، ولا يدفعنك إرضاء
الناس إلى إغضاب ربك، ولتعلم أن ارتفاع قدرك مرهون باتباعك لكتاب الله U
وسنة رسوله الكريم r، فإياك إياك أن تهجرهما، وليكن نصب عينيك أن العزة لله ولرسوله
وللمؤمنين.



ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image003الوصية
الثانية
: شعبك هو زادك -بعد الله U- في هذه المسيرة المباركة، فالضعف الذي نراه في غالب الحكام العرب
نتج عن انفصالهم عن شعوبهم وهجرهم لمصالحه، فلا تهمل حاجة شعبك وراحتهم أبدًا، ولا
تخالفن إرادة شعبك الذي اختارك لقيادته إلا إذا أمرك بحرام، فإنْ فعل فلا تطعه ولو
ضاع ملكك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا تحتجبن عن شعبك أبدًا، وليكن لك
تواصل دائم مع الفقير والأرملة واليتيم، ولا تقبلن بظلم في دائرة حكمك، واتقِ دعوة
المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، ولا توليَنَّ أحدًا ولاية إلا إذا كان
يستحقها، وراقبْ ولاة أمرك وتابعهم، ولا تسمحن لهم بفساد أو تجاوز؛ فإنك تحمل وزر
ذلك كله. ولا تقربَنَّ المنافقين منك فإنهم لا يزيدونك إلا ضعفًا وخبالاً ولو
كانوا يمدحونك أو يعظمونك، ولتحرص على تفوق بلدك في كل المجالات؛ فالإسلام دين
شامل ينتظم كل أمور الحياة، فلا ينبغي لنا أن نرى صورة من صور الضعف في أي قطاع من
قطاعات دولتك، فليكن جيشك قويًّا، واقتصادك عملاقًا، وجامعاتك متفوقة، ومستشفياتك
متقدمة، وشوارعك نظيفة، وإعلامك واعيًا، ومدارسك أخلاقية..



ولا
تنصرفَنَّ إلى قضية على حساب قضية أخرى، بل كن متوازنًا في كل أمورك، ولا تتركنَّ
ملف الأكراد دون حلول واضحة ناجعة، ولتعلم أنهم في النهاية مسلمون أتراك، لهم حقوق
كما أن عليهم واجبات، وإنك إن تقربت منهم، وأجزلت لهم العطاء بصدق وضعوك فوق
رءوسهم، فهم أحفاد صلاح الدين الأيوبي، ولا تجعلَنَّ العلمانيين في بلدك عدوًّا
لك، بل أعلم أنهم يحتاجون إلى نصحك، ويفتقرون إلى دعوتك، وقد منَّ الله عليك بما
فقدوه، ولو علموا الحق فلعلهم يتبعونه، وبدلاً من أن يكونوا حجر عثرة في طريقك
لعلهم يصبحون من حملة راية الإسلام في ربوع الدنيا، فلا تعتقدن أن كلماتك لهم
ستذهب سدى، بل أخلص النية في دعوتهم، وسيفتح لك الله قلوبهم.



ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image004الوصية الثالثة: في ظل
علو العالم الغربي وخاصة أمريكا، وتفوقهم الاقتصادي والعسكري، تلهث معظم دول
العالم للالتحاق بركبهم، والاعتماد عليهم، فلا تكونَنَّ من هؤلاء! بل لا بد أن
يكون لك تميزك الخاص، واستقلالك المتفرد، ولا يعني ذلك عدم إقامة علاقات معهم،
ولكن لا تكن هذه العلاقات علاقة تابع بمتبوع، إنما علاقة الند بالند، والنظير
بالنظير، وأنتم لستم قليلين، إنما أنتم بالله U كثير، بل أكثر منهم وأعز إن شاء الله، ولا مانع من السعي لدخول
الاتحاد الأوربي لتحقيق طفرات اقتصادية وسياسية وحقوقية وغير ذلك، ولكن لا بد أن
تنظر بعين الخبير إلى الثمن المدفوع، فلو كان من دينك أو حريتك أو استقلالية بلادك
فلا تقبل أبدًا، وإن خفتم عالة فسوف يغنيكم الله من فضله..



ولا
تنسَ أن أمريكا والاتحاد الأوربي وغيرهم من أهل الدنيا لا يبحثون إلا عن مصالحهم،
ويوم كانت مصالحهم في إسقاط الخلافة العثمانية العظيمة سعوا إلى ذلك بكل طاقاتهم،
واشتركت إنجلترا وفرنسا وأمريكا وروسيا في تفكيك الكيان الكبير، واجتهدوا لمسخه
ومحوه من الوجود، ولكن أبى الله U إلا أن يخرجك أنت وإخوانك الشرفاء إلى الدنيا مرة ثانية، لتعلنوا
بفخر أن الإسلام لا يموت أبدًا، وإن نسي بعض الأتراك هذا التاريخ فالغرب لم ينسه
أبدًا، ويظهر ذلك في أقوالهم وأفعالهم، فضع عينيك في رأسك، والتفت إلى ما يحاك لك،
ولا تضع بيضك كله في سلة أمريكا أو الاتحاد الأوربي، بل وسِّع علاقاتك، وعمِّق
جذورك، وابحث عن البدائل العالمية المفيدة، وقبل ذلك وأهم اعتمد على قوتك الداخلية
في تركيا، وعلى قوة إخوانك المسلمين في الأقطار الإسلامية المختلفة.



ودعني
أهمس في أذنك وأقول لك: إن خبرتي بتاريخ الأمم تشير إلى أن نجم أمريكا في أفول،
وأنها لا تسير إلى قوة بل إلى ضعف، وأن الزمن زمن تغيير، وسيشهد المستقبل القريب
اختلافًا كبيرًا في موازين القوى العالمية، فلا بد أن يكون لك مكان على ظهر هذا
الكوكب، وخاصة أنت، فأنت لست مسلمًا فحسب، ولكنك صاحب ميراث عظيم، فأنت حفيد قوم
كانوا يحكمون نصف العالم، وسيعيد الله U بإذن الله الحكم من جديد، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس
لا يعلمون.



ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image005الوصية الرابعة: لا بد
للقائد المسلم من الاهتمام بقضايا أمته الإسلامية حتى وإن لم تكن تحت سيطرته
المباشرة، فهو لا يهدأ له بال لرؤية انتهاكات حقوق المسلمين في أي مكان، فلا تتركن
قضية من قضايا المسلمين إلا ويكون لك دور فيها، وفي مقدمة هذه القضايا قضية
فلسطين، فهي قضية فارقة، فمن جاهد في سبيلها أعزه الله، ومن أهملها أو خانها أذله
الله، وفلسطين هي شرف المسلمين، ونحن قوم قد نعيش بلا طعام أو شراب، ولكننا لا
نعيش بلا شرف، فلا يغمضَنَّ لك جفن وهذه الأرض المباركة محتلة، إنما عليك بالعمل
الدءوب حتى تعيد الأمور إلى نصابها، ولتراجع جيدًا قصة جدك العظيم السلطان عبد
الحميد الثاني رحمه الله، الذي ضحى بملكه لكي لا يشارك في جريمة بيع فلسطين، فسِرْ
على نفس الدرب مهما كانت الأثمان، ولتُعْلِ شأن الجهاد في بلدك، ولتحفز الشعب على
تقبُّل تبعات مقاومة المشروع الصهيوني، مع علمي الكامل بتاريخ العلاقات التركية
الصهيونية، ومع تفهمي لخطواتك المتدرجة، ومع إدراكي لوجود قوى تركية كبيرة تعارض
مسارك، لكن -في النهاية- لن تعفيك الأمة من دورك في هذه القضية المصيرية، فلا
تخذلن الشعوب المسلمة، ولا تقبلن برعونة صهيونية، أو تصلب يهودي، وأعلم فلسطين أحد
أكبر بواباتك إلى الجنة، كما أنها أحد أكبر بواباتك لقلوب المسلمين.

ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image006

ولا
تنس في خضم سخونة الأحداث في فلسطين أن هناك قضايا أخرى تحتاج إلى جهدك وفكرك، وفي
مقدمتها العراق الشقيقة المجاورة لك، وكذلك أفغانستان وكشمير، وكذلك المسلمون في
التركستان الشرقية، وقَدَرُك أن توجد في زمان كثرت فيه آلام المسلمين، لكن تذكر
أنه على قدر الجهد يكون الأجر بإذن الله، وعلى قدر الإخلاص يكون التوفيق من الله.



الوصية الخامسة: لا تغفلن النظر
الدائم في الشئون العربية، وليكن من أخص خاصتك من يتفرغ لهذا الشأن، فمكانتك في
قلوب العرب كبيرة، وقيمتك محفوظة، وأنا أعلم أن هناك ميراثًا قديمًا من الكراهية
بين العرب والأتراك زرعته ظروف مختلفة، ولكن آن الأوان للتخلص من هذا الميراث البغيض،
ولتفرِّق في نظرتك بين الشعوب العربية وحكامها؛ فالشعوب العربية عاطفية، وتحب
الإسلام بفطرتها، ويتحرك هواها مع من رفع الراية الإسلامية ودافع عنها، وتنتفض
للشهامة والرجولة والمروءة، وتسعد بالخطباء الشجعان، وتسير وراء القواد الربانيين،
فإذا وجدت هذه الصفات في قائدٍ رفعته إلى السماء ولو لم يكن عربيًّا، ولقد سرنا
قبل ذلك خلف نور الدين وصلاح الدين وقطز والظاهر بيبرس، وجميعهم ليسوا من العرب،
والله U لا ينظر إلى الصور والأجسام، وإنما ينظر إلى القلوب والأعمال،
فكلنا معك ما دمت مع الله، وكلنا نحبك طالما تحب كتاب الله وسنة رسوله r..




أما
الحكام العرب فغالبهم يبحث عن مصالحهم الخاصة، وقد يكرهونك كثيرًا، ويبغضونك
طويلاً، فإنه كلما علا نجمك خسروا، وكلما ذاع صيتك حزنوا؛ فشعوبهم المقهورة تقارنهم
بك، وأين الثرى من الثريا؟! فلا يحبطنَّك تعليق من أجدهم، ولا يزعجنك مقال في
إعلام بعضهم، إنما هي فقاعات لا تلبث أن تزول {فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي
الأَرْضِ} [الرعد: 17]، فلا ترفعَنَّ عينك
عن الأمة العربية، فهي عمقك الاستراتيجي، وسندك في مواقفك القادمة، ولتحرص على مواقف
فاعلة في ميادين السياسة والاقتصاد والعلوم والإعلام، ولتعط اهتمامًا خاصًّا لدولة
السودان؛ فشعبها الأصيل في حوجٍ لك، وقيادتها ليست بعيدة عن توجُّهك، ووحدتكما نفع
للفريقين، وحماية للمسلمين، ونكاية للصهاينة، وخير كثير إن شاء الله. ولتهتم
باللغة العربية، ولتعمل على نشرها في بلدك وفي الدنيا، فهي ليست مجرد لغة قوم من
الأقوام، إنما هي لغة القرآن، فمن وعاها أدرك الكثير، ومن أتقنها فَهِم المعاني،
وفتح الله له من أبواب المعرفة ما لا يدركه غيره.



ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image007الوصية
السادسة
: لي وصية لك أحسب أن الكثيرين قد يقولون إنه لا داعي لها،
أو على الأقل قد يقترحون تأجيل الحديث عنها، ولكن -أستاذي الجليل- من أدراني أنني
أعيش حتى أقولها لك، وهي وصيتي المتعلقة بالشأن الإيراني الشيعي..



بداية
-سيدي الكريم- أنا أعلم أند أقدر مني على أمور السياسة، وأفهم مني على توازنات القوى
في المنطقة وفي العالم، لكنني أردت أن أنقل لك خبرتي بالتاريخ، ودرايتي بالعلوم
الشرعية؛ ولهذا فإنني أقول لك بصدق: لا ينصر هذا الدين -أستاذي العظيم- إلا من
أحاطه من جميع جوانبه، ولا يُعِزُّ هذه الأمة إلا مَن صلحت عقيدته، وصدقت نواياه،
ولا يستقيم لمن بدَّل في الدين أو حرَّف، أو لمن لعن أوَّل هذه الأمة أن ينتفض
بحميَّة لحراسة العقيدة، أو ميراث المسلمين.



أخي
الحبيب، إن التاريخ يشهد في كل مرحلة أن الذي يطعن الأمة في ظهرها لا يقدر أن يمد
اليد لمساعدتها، وعليك أن تراجع تاريخ أجدادك العثمانيين الأشاوس العظماء مع دولة
الصفويين الشيعة الإيرانية، وتراجع كذلك رد فعل أجدادك عندما انهمرت القوات
الشيعية الصفوية على العراق فدمروا بغداد، وأراقوا دماء أهل العراق السُّنَّة
بالألوف، ولا يخفى عليك أن هذا يحدث الآن في العراق، والقتلى السُّنَّة بالملايين
وليسوا بالألوف..



أنا
لا أدفعك -أستاذي الجليل- إلى صدام، وأتمنى أن يحفظ الله U بلدك وكل بلاد المسلمين، ولكني أريدك أن تتعامل بمنهج عمر بن
الخطاب t الذي قال فيه: "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يخدعُني".
فنحن لا نمكر ولا نخون العهود، ولكننا لا نُخدَع كذلك، ولا يسخر من عقولنا أحد.



أحببت
أن أوصيك كذلك بالنظر إلى المنطقة كلها لا إلى تركيا فقط، ولتعلم أن كل علاقة
ستتنازل أنت عنها في المنطقة ستكون من نصيب إيران في المرحلة القادمة؛ فالعالم
العربي في حالة من الضعف الشديد لن تمكنه من الصمود أمام المد الشيعي بقوة، وليس
لهذا الأمر إلا أنت، فالحذرَ الحذرَ، ولتعلم -يا أيها الزعيم المسلم- أنك الآن أمل
أهل السنة في العالم أجمع، وأن ظهورك في علاقة صداقة قوية مع زعماء الشيعة قد تهز
صورتك عند الجموع الغفيرة من المسلمين السنة، فتكون خسارتك أكبر من مكاسبك، ونحن
لا نريد لمثلكم ذلك.



ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image008الوصية
السابعة
: فلتحرص أيها القائد المحنك على توريث كل إمكانياتك
وخبراتك إلى مَن بعدك، ولا أعني هنا أن تورِّث الحكم لأولادك كما اعتاد الضعفاء
العرب أن يفعلوا الآن، ولكن أعني أن تهتم بتربية من يحمل الأمانة بعدك، فلا تفجع
الأمة بذهابك دون بديل، فماذا لو جاء الأجل؟ وماذا لو انتهت فترة حكمك؟ وماذا لو
حدث عارض -لا قدر الله- يؤذيك أو يضرك؟ أنا أعلم أن الأقدار بيد الله، وأعلم أن
كثيرًا من العظماء ذهبوا ولم يذهب الإسلام والحمد لله، لكني رجل قرأت التاريخ،
وعلمت أن السنن جارية لا تبديل لها ولا تغيير، وقد رأيت الأمة الإسلامية تثبت بعد
وفاة العملاق نور الدين زنكي؛ لأنه ربى عملاقًا آخر هو نور الدين محمود، ورأيت
الأمة تثبت أيضًا بعد أن موت القائد الفذ نور الدين محمود؛ لأنه ربى الفاتح العظيم
صلاح الدين الأيوبي. لكني -للأسف الشديد- رأيت الأمة تنهار وتتفكك بعد وفاة صلاح
الدين الأيوبي؛ لأنه كان منشغلاً بالأمور العظيمة كتوحيد الأمة وجهاد الصليبيين،
فغفل عن توريث خبرته وحكمته وإيمانياته وطرق إدارته وقيادته لغيره، ولا نريد ذلك
لأمتنا بعدك يا أردوجان..



أنا
أعلم أنك تحرص على لقاءات الشورى مع أقرانك الأمناء، وخاصة الرئيس القدير عبد الله
جول، ووزير الخارجية المحنك أحمد أوغلو، لكن هذا لا يكفي، بل يجب تربية جيل كامل
من الشباب على نفس منهجك ورؤيتك واستراتيجيتك، وليكن ضمن هذا الجيل بعض الكوادر
الخاصة المهيئة لإدارة الدولة بكاملها، أو إدارة بعض القطاعات فيها، ولتحرص على
عقيدة هؤلاء ودينهم كما تحرص على مهاراتهم وحرفيتهم، فنحن لا نريد أمانة على حساب
قوة، ولا قوة على حساب أمانة، إنما يجب أن تعلم أن {خَيْرَ
مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص: 26].



ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image009الوصية
الثامنة
: أستاذي الجليل أردوجان، لا بد أن ترفع سقف طموحاتك، فنحن
لا نريد منك دولة تركية قوية فقط، إنما نريد لك ما هو أكبر من ذلك وأعظم، فلماذا
لا يكون لك دور في إصلاح الخلافات والنزاعات بين المسلمين في مشارق الأرض
ومغاربها، حتى في الأماكن التي لا تطمح إلى نفوذ أو علاقات فيها؟ إنما تفعل ذلك
لله U، فما أعظم الأجر لمن يصلح بين رجلين! فما بالك بمن يصلح بين شعبين!
إن لك ولتركيا ثقلاً لا ينكر، وهذا الثقل نعمة من الله تستحق الشكر، وشكرها يكون
بصرفها في موضعها، فليكن لك اهتمام بإرساء السلام بين الشعوب الإسلامية المختلفة..
وليكن لك دور في الإصلاح بين الجزائر والمغرب، وليكن لك دور في الصحراء المغربية،
وليكن لك دور في توحيد الفصائل الفلسطينية، وليكن لك دور في فض النزاع بين ليبيا
وتشاد، وليكن لك دور في حل مشكلة الحوثيين في اليمن، وكذلك لتوحيد شعب السودان..



ثم
لترتفع بسقف طموحاتك أكثر وأكثر وتسعى إلى توحيد الأمة الإسلامية، وما المانع أن
تعود الخلافة من جديد في زمانك أو بعد زمانك بقليل؟ إنها ستعود حتمًا كما وعدنا
الرسول العظيم r، ولكن لا بد أن يكون لمثلك دور في عودتها، وليس بالضرورة أن تكون
أنت على رأسها، فأنت رجل متجرد لله بإذن الله، فليكن على رأسها الأصلح في وقت
قيامها، ولكن لا بد من بداية، ولا بد من خطوات، ولا بد من منهج، وأحسب أنك أقدر
الأمة الآن على تدبير هذا الأمر وتنسيقه.. وأنا أعلم أن العالم لن يتركك، وأن
أعداءك من غير المسلمين -بل ومن المسلمين- سيكثرون ويشتدون، لكننا نعلم أن الدعوات
الصادقة يحاربها الأحمر والأسود من الناس، ولكننا نعلم كذلك أن النصر مع الصبر،
وأن العاقبة للمتقين.



ولترفع
سقف طموحاتك أكثر وأكثر وأكثر، ولتبدأ بنشر دعوة الإسلام في ربوع الدنيا، ولا
ندعوك إلى سيف أو نزال، إنما بالتي هي أحسن، فلتفعل كما فعل سيد الأولين والآخرين r
عندما أرسل رسائل إلى ملوك العالم وأباطرة وقياصرة وأكاسرة يدعوهم فيها إلى
الإسلام، وكانت المدينة المنورة حينئذ أضعف من تركيا الحالية من ناحية السلاح
والعتاد عشرات المرات، لكن قوة الإيمان حرَّكت هذه الدول الصغيرة لهداية العالمين..
وأنت الآن في مكانة مرموقة، ولك كلمة مسموعة، وقد رفع الله ذكرك في الشرق والغرب،
فلا بد أنك مسئول يوم القيامة عن ذلك، فلا تكسل عن الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، ولا تجزع من كثرة الأعداء، ولا تحبط من ردود أفعال سلبية، أو استنكارٍ من
بعض المساكين الذين لا يعرفون الله، وقد وصل أجدادك بالإسلام إلى أسوار فيينا،
ووصلوا إلى البوسنة وكوسوفو، فلتصل أنت كذلك إلى غير ذلك من ربوع الدنيا..



وأنصحك
أن تبدأ بأمريكا الجنوبية؛ فهي أرض بكر، وتاريخها مع الدول الاستعمارية الأوربية
يؤهلها إلى الوقوف معك لا ضدك، وهم يحبون المسلمين بشكل عام، وليس لهم تاريخ من
العداء معهم وبعضهم له مواقف أصيلة في نصرة قضايا المستضعفين في العالم، ومنها بعض
المواقف ضد الكيان الصهيوني، وعندهم شورى حقيقية في معظم أقطارهم، وحتى الآن لم
تصل إليها الدعوة الإسلامية كما ينبغي لبعد المسافات، وقلة الإمكانيات، وصعوبة
اللغة، وهذا كله في يدك بإذن الله، فلترسل الدعاة تلو الدعاة، ولتُنشِئ المراكز
تلو المراكز، ولتبعث بنفسك رسائل دعوة إلى الإسلام لعظمائهم وكبرائهم، ولتبدأ
بشافيز رئيس فنزويلا؛ ففيه خير كثير إن شاء الله، وأحسب أنه لو علم الإسلام
لاعتنقه، فهو يقوم بكثير من فروضه وأوامره غير أنه لا يوجِّه ذلك إلى الله U،
فلتكن عونًا له على الإيمان، ومن أدراك لعله إذا أسلم أن يسلم شعب فنزويلا
بإسلامه، بل ولعل الإسلام يدخل إلى كل أمريكا الجنوبية، ويصبح هذا كله في ميزان حسناتك،
وليس هذا على الله بعزيز! وقد تحولت شمال إفريقيا وغرب آسيا إلى الإسلام في سنوات
معدودات ثم انتشر بعد ذلك في كل مكان، وكذلك تحول شرق أوربا زمان أجدادك
العثمانيين الأبطال إلى الإسلام، ثم انتشر إلى ربوع أوربا..



إن
نشر الإسلام هو أجلُّ مهام الرسول r، ومن بعده الصحابة الكرام y، ومن بعدهم المجاهدون الأبرار من أبناء هذه الأمة، وأحسبك منهم إن
شاء الله، والله حسيبك.



ما قيل عن الطيب اردوغان 16727_image010الوصية التاسعة: اعلم -أيها
القائد المسلم- أن كل ما سبق لا تقدر عليه بغير مدد من الله U؛ فالكون كونه، والملك ملكه، ولا رادَّ لقضائه، ولا ملجأ ولا منجى
منه إلا إليه، فلا تمل من طرق بابه، ولا تكل من طلب رحمته وتوفيقه، وليكن لك خلوة
مع الله في الثلث الأخير من الليل، فهي خير زادٍ لك في حياتك ومماتك، ولا تقولَنَّ
لا وقت عندي لقيام الليل وأنا منشغل بهموم دولة؛ فقيام الليل دأب الصالحين، وزاد
المجاهدين، وسعادة المحبين، ونجاة يوم الدين، وهي فرصة لتراجع كتاب ربك بعيدًا عن
ضجيج الحياة، وبعيدًا أيضًا عن زيف السلطان، فلعل الله U أن يفتح لك فتوح العارفين، فتفهم ما لا يفهمه غيرك، وتدرك ما يعجز
عن إدراكه القادة والمحللون، وكيف لا وأنت ستكون من أهل الله، فأهل القرآن هم أهل
الله وخاصته، ولو أدركتَ متعة قيام الليل -سيدي أردوجان- ما قدرت على تركها،
ولعلمت أنها خير من متاع الدنيا وزينتها، وليلهج لسانك دومًا بذكر الله، فهذا
سيحفظك من كل سوء إن شاء الله، وقد كان رسول الله r يفعل ذلك دومًا، وكذلك الصالحون معه ومن بعده، مع شدة انشغالهم
وكثرة أعبائهم، وكان هذا هو سرَّ توفيقهم، وسبب نجاحهم.



الوصية العاشرة: المرء -أستاذي
الجليل- قليل بنفسه، كثير بإخوانه، فلتحط نفسك ببطانة الخير، وليكن العلماء من أخص
خواصك، وخاصة العلماء الربانيين الذين لا يطلبون مالاً، ولا يرغبون في سلطة، إنما
يهدفون إلى نفع الأمة الإسلامية، والذين يحرصون على آخرتك أكثر من حرصهم على
دنياك، ولئن تصحب أناسًا يخوِّفونك حتى تبلغ مأمنًا، خير لك من أن تصحب أناسًا يؤمِّنونك
حتى تبلغ مخافة، والعلماء الصالحون كُثُر والحمد لله، ولا تكتفي بعلماء تركيا،
ولكن انظر إلى علماء المسلمين جميعًا، فتواصل معهم، واطلب نصحهم، واسمع لهم، وتقبل
منهم، واحرص على دعائهم؛ فإن لهم في الليل سهامًا لا تخطئ، والواحد منهم قد يشفع
في أمة يوم القيامة، وهم على كل حال ورثة الأنبياء، وقادة الأمة، وهداية العالمين،
فلا تفوتَنَّك صحبتهم، فهي أغلى من أموال الدنيا جميعًا.



كانت
هذه هي وصيتي العاشرة لك -أستاذي الجليل- فتلك عشرة كاملة..



ولعل
آخر ما أختم به رسالتي لك هو أن أعرب لك عن كامل فخري بك، وعظيم سعادتي بجهدك، وكم
تمنيت أن ألقاك لأقبِّل رأسك، وأشدَّ على يدك، ولأقول لك: جزاك الله عنا وعن
الإسلام والمسلمين خير الجزاء!! فقد بيضت وجوهنا، ورفعت رأسنا، وشرحت صدورنا، وأسأل
الله U أن يجعل نيتك صادقة وعملك صالحًا، وخاتمتك سعيدة، وآخرتك في صحبة
سيد المرسلين محمد r.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



وأسأل
الله أن يعز الإسلام والمسلمين.



تلميذكم

راغب
السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما قيل عن الطيب اردوغان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيخ احمد الطيب
»  برنامج "الكلم الطيب" للعلامة الاسلامي فضيلة الشيخ "محمد حسين يعقوب" متجدد بإستمرار على اكثر من سيرفر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الكافيه :: ركن المعرفة :: التاريخ :: شخصيات حفظها التاريخ-
انتقل الى:  
عدد الزوار حتى الان
free counters