معجزات الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) من كتاب دلائل النبوة للبيهقى.
ماهى المعجزة ؟
المعجزة هي أمر خارق للعادة .
والحكمة في إظهار المعجزة على أيدي الأنبياء الدلالة على
صدقهم فيما ادَّعوه ، إذ كل دعوى لم تقترن بدليل فهي غير مسموعة .
وفيما يلي أبرز المعجزات التي أيَّد الله سبحانه وتعالى رسوله
المصطفى المختار صلوات الله وسلامه عليه .
ميلاد الرسول:
كانت آمنة بنت وهب تحدث : أنها حين حملت بمحمد جاءها هاتف ، فقيل
لها أنت حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع على الأرض فقولى : أعيذه
بالواحد – من شر كل حاسد ، وقال : فإن آية ذلك أن يخرج معه نور يملأ
قصور الشام ، فإذا جاء فسميه محمدا فإن إسمه فى التوراة والإنجيل :
أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض ، وإسمه فى القرآن : محمد فسمته بذلك.
قيل لما كانت الليلة التى ولد فيها رسول الله ، إرتجس إيوان كسرى ،
وسقطت منه أربع عشرة شرفة وخمدت نيران فارس .
إخبار سيف بن ذى يزن بما يكون من أمر النبى:
لما ظهر سيف بن ذى يزن على الحبشة وذلك بعد مولد الرسول بعامين ، أتوه وفود
العرب لتهنئته ومنهم عبد المطلب بن هاشم . قال له الملك : إنى أجد فى الكتاب
المكنون خبرا عظيما ، إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ولكم
به الزعامة إلى يوم القيامة ، إسمه محمد يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه ،
والله باعثه جهارا ، يكسر الأوثان ، وحكمه عدل ، ويأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر . قال الملك سيف بن ذى يزن : إنك لجده ياعبد المطلب ، فخر عبد المطلب
ساجدا أمام الملك ، وقال له : نعم أيها الملك ، إنه كان لى إبنا ، زوجته آمنة بنت
وهب وجاءت بغلام سميته محمدا ، مات أبوه وأمه وكفلته أنا .
قال له ابن ذى يزن : إحذر عليه من اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه
سبيلا . فإنى أجد فى الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب أهل نصرته وموضع قبره. .
شق صدر النبى (ص):
عن أنس بن مالك أن رسول الله ( ص ) أتاه جبريل عليه السلام
ذات يوم وهو يلعب مع الغلمان فشق صدره واستخرج القلب ثم
شق القلب واستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك .
ثم غسله فى طست من ذهب ثم ملأ إيمانا وحكمة ثم أعيد مكانه.
قال أنس ولقد كنت أرى أثر المخيط فى صدره ( أخرجه مسلم فى الصحيح ) .
محمد دعوة إبراهيم وبشارة عيسى:
حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه مرفوعا : ( إني عند الله مكتوب : خاتم
النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأخبركم بأول أمري ، دعوة ابراهيم
وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج لها نور أضاء لها
منه قصور الشام ) رواه الامام أحمد والطبراني والحاكم وغيرهم .
دعوة ابراهيم : المراد بها أن ابراهيم عليه السلام لما أخذ فى بناء البيت ، دعا الله
تعالى أن يجعل ذلك البلد آمنا ، ويجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ، ويرزقهم من
الثمرات والطيبات فاستجاب الله دعاءه فى نبينا .
أما بشارة عيسى : فالمراد بها أن الله تعالى أمر عيسى عليه السلام فبشر به قومه
فعرفه بنوا إسرائيل قبل أن يخلق .
أما قوله ( ورؤيا أمى التى رأت ) :فهو أن أم رسول الله رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام .
خروج محمد ( ص ) مع أبو طالب إلى الشام:
خرج أبو طالب إلى الشام واصطحب معه محمد صلى الله عليه وسلم .
نزل الركب بمكان بأرض الشام بها راهب فى صومعة يقال له بحيراء ، وكان أعلم
أهل النصرانية . خرج إليهم الراهب وكان قبل ذلك يمرون به فلا يخرج ولا يلتفت
إليهم . جاء فأخذ بيد محمد صلى الله عليه وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا
رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين ، فقال له أشياخ من قريش :
ماعلمك ؟ قال الراهب : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يمر بشجرة ولاحجر إلا خر
ساجدا له ولا يسجدان إلا لنبى ، وإنى أعرفه فخاتم النبوة فى أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة .
ثم ذهب وأحضر لهم طعاما فلما أتاهم قال : ارسلوا إليه فأقبل محمد ( ص ) وعليه غمامة تظلله .
الشجرة التى تظل النبى ( ص ):
عن ابن اسحق قال : كانت خديجة بنت خويلد إمراة تاجرة ، ذات شرف ومال
عرضت أن يخرج رسول الله تاجرا فى مالها إلى الشام مع غلامها ميسرة .