سئل
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيميين - يرحمه الله - عن الجمع بين حديث عبد
الله بن الشخير – رضي الله عنه – قال ( انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا أنت سيدنا فقال " السيد الله تبارك وتعالى
" . وما جاء في التشهد " اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد " .
وحديث " أنا سيد ولد آدم " ؟ .
فأجاب قائلا : لا يرتاب عاقل أن
محمدا صلى الله عليه وسلم ، سيد ولد آدم فإن كل عاقل مؤمن يؤمن بذلك ،
والسيد هو ذو الشرف والطاعة والإمرة ، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم من
طاعة الله – سبحانه وتعالى - : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) النساء 80 .
ونحن وغيرنا من المؤمنين لا نشك أن نبينا صلى الله عليه وسلم ، سيدنا ،
وخيرنا ، وأفضلنا عند الله – سبحانه وتعالى- وأنه المطاع فيما يأمر به ،
صلوات الله وسلامه عليه ، ومن مقتضى اعتقادنا أنه السيد المطاع ، عليه
الصلاة والسلام ، أن لا نتجاوز ما شرع لنا من قول أو فعل أو عقيدة ومما
شرعه لنا في كيفية الصلاة عليه في التشهد أن نقول : ( اللهم صل على محمد ،
وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ) أو
نحوها من الصفات الواردة في كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، ولا
أعلم أن صفة وردت بالصيغة التي ذكرها السائل وهي (اللهم صل على سيدنا محمد
وعلى آل سيدنا محمد ) وإذا لم ترد هذه الصيغة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
فإن الأفضل ألا نصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، بها ، وإنما نصلى
عليه بالصيغة التي علمنا إياها .
وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى
أن كل إنسان يؤمن بأن محمدا ، صلى الله عليه وسلم ، سيدنا فإن مقتضى هذا
الإيمان أن لا يتجاوز الإنسان ما شرعه وأن لا ينقص عنه ، فلا يبتدع في دينه
الله ما ليس منه ، ولا ينقص من دين الله ما هو منه ، فإن هذا هو حقيقة
السيادة التي هي من حق النبي صلى الله عليه وسلم ، علينا .
وعلى
هذا فإن أولئك المبتدعين لأذكار أو صلوات على النبي صلى الله عليه وسلم ،
لم يأت بها شرع الله على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تنافي دعوى أن
هذا الذي ابتدع يعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم ، سيد ، لأن مقتضى هذه
العقيدة أن لا يتجاوز ما شرع وأن لا ينقص منه ، فليتأمل الإنسان وليتدبر ما
يعنيه بقوله حتى يتضح له الأمر ويعرف أنه تابع لا مشرع.
وقد ثبت عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " أنا سيد ولد آدم " والجمع بينه
وبين قوله : " السيد الله " أن السيادة المطلقة لا تكون إلا لله وحده فإنه
تعالى هو الذي له الأمر كله فهو الآمر وغيره مأمور ، وهو الحاكم وغيره
محكوم ، وأما غيره فسيادته نسبية إضافية تكون في شئ محدود، ومكان محدود،
وعلى قوم دون قوم ، أو نوع من الخلائق دون نوع . ]
ـــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيميين
الجزء الأول جمع وترتيب محمد بن ناصر السليمان
صفحة رقم (122) .