تشرق الشمس لتعلن فجر يوم
جديد وتطل ناسجة أشعتها محتضنة تلك البيوت التى رسم الزمان على حوائطها
أنهزامات وأنتصارات ؛ تراها فى شرخ وتارة أخرى فى أبراج الحمام؛ الذى يحلق
حولها بجناحيه وزرع الصبار على
الجدران والأسطح فهو يشبه أهلها فى الصبر والتحمل .
ويأتى صوت ثائر من أحدى تلك البيوت العريقة قائلاً::
قوم يا بنى يلا الشمس طلعت عشان تروح كليتك ولا اجيب أبوك يصحيك
ينتفض فجاة من على سريره قائلا::
حاضر يا ماما حاضر حضرى الفطار عقبال ما اخد دش وأصلى الصبح
يمر أحمد فى خطوات هادئة؛ وهو يفرك عينيه من أثر النوم
بغرفات بيتهم البسيط ؛الذى لا يحوى سوى عفش قديم؛ وهناك فى هذا الركن تجلس
جدته متكأة على كرسى الذى تعلوه صورة رجل بالأبيض والأسود؛ يرتدى طربوشاً
تبدو عليه علامات الوقار والهيبة أنه جد أحمد وجدته تدعو::
قائلة:: ربنا يوفقك يا أحمد يا ابن محمد وينجح مقاصدك يا حبيبى ياااارب.
يقبل احمد يد جدته
أحمد::أدعيلى يا ستى اتوفق فى اقتصاد وعلوم سياسية .
ترد جدته :: يارب يبنى تدخل علوم ستاتية .
ثم تفاجئه قائلة ::
ستاتية مين دى يا ولا أنت ليك ست غيرى .
يضحك أحمد:لا يا ستى العفو هو انا اقدر ربنا يخليكى يا بركة .
يسرع احمد الى الحمام ويخرج ليفترش المصلاة وبعد أنتهائه نادت أمه قائلة ::
يلا يا احمد يلا يا حجة أبو احمد جاب الفطار.
يجلس الجميع لتناول فطور كل يوم الذى لا تخلو منه اى مائدة مصرية ؛الفول والفلافل والجبن وكوب الشاب بلبن .
وبعد ان فرغوا جميعا من الأكل قالت الجدة ::
هات يا محمد الطقم اللى وصيتك عليه
يأتى الأب بملابس فى اكياس جديدة ويقول::
يلا يا عم احمد ستك مظبطاك شياكة زيادة على اللبس اللى جبتهولك
يحتضن احمد جدته وقد توغورت الدموع فى عين أبيه وأمه ليروا ثمرة كفاحهم قد كبرت .
ولكن كما عاهدتهم تلك العجوز بنوادرها وطرائفها ::
بس بقولك ايه يا احمد عاوزك تشوف
البنكلون فيه استك جامد ولا لأ عشان لو كده نرجعوا مش عارفة يا خوى عيال
الأيام دى تمشى بنكلونتهم من غير أساتك .
أحمد:: لا يا ستى ده اسمه بنطلون ساقط دى الموضة.
الجدة :: ربنا يكفينا شر السقوط أسكت يا ولا اوعى اسمعك تجيب سيرة سقوط فى البيت دى تانى .
لينفجر الجميع فى الضحك ؛ لينتهى هذا المشهد بخروج أحمد من باب العقار
وجميع افراد اسرته يقفون فى الشرفة لمراقبته ؛وهو يبدأ أول يوم له فى الجامعة .