استعاد
الاهلي حامل اللقب في الاعوام الستة الاخيرة نغمة الانتصارات عندما تغلب
بصعوبة على ضيفه حرس الحدود 2 - 1 الثلاثاء على ملعب القاهرة الدولي في
مباراة مؤجلة من المرحلة الثامنة من الدوري المصري لكرة القدم.
ويدين الاهلي بفوزه الى مهاجمه الدولي محمد ابو تريكة الذي سجل الهدفين.
وهو
الفوز الاول للاهلي في مبارياته الاربع الاخيرة وتحديدا منذ اكثر من شهر
ونصف الشهر عندما تغلب على انبي 3 - 2 في 4 تشرين الثاني الماضي حيث تعادل
بعدها مع الجونة 1 - 1 وخسر امام الاسماعيلي 1 - 3 وتعادل مع سموحة 1 - 1
والاتحاد السكندري 2 - 2.
وهو الفوز السادس للاهلي هذا الموسم فعزز
موقعه في المركز الخامس برصيد 23 نقطة بفارق الاهداف خلف اتحاد الشرطة
وانبي ، علما بانه يملك مباراتين مؤجلتين الاولى امام المقاولين العرب
سيخوضها السبت المقبل ، والثانية امام غريمه التقليدي الزمالك المتصدر
ستقام في 30 كانون الاول الحالي.
اما حرس الحدود فمني بخسارته الرابعة هذا الموسم فتجمد رصيده عند 17 نقطة في المركز العاشر.
وهو الفوز الرابع عشر للاهلي على حرس الحدود في 17 مباراة بين الفريقين في الدوري مقابل 3 تعادلات.
وكان
الاهلي صاحب الافضلية ، بيد ان حرس الحدود كان البادىء بالتسجيل بواسطة
مهاجمه السنغالي باب لاطير نداي الذي استغل خروجا خاطئا للحارس محمود ابو
السعود لابعاد كرة عرضية داخل المنطقة فتابعها المهاجم السنغالي بسهولة
داخل المرمى الخالي (34).
ونجح الاهلي في ادراك التعادل مطلع الشوط
الثاني برأسية لمهاجمه ابو تريكة اثر تمريرة عرضية من احمد فتحي (47) ، قبل
ان يحصل محمد فضل على ركلة جزاء اثر عرقلته من قبل حارس المرمى علي فرج
فانبرى لها ابو تريكة بنجاح مانحا الفوز لفريقه (79).ولعب الفريقان بنفس
طريقة اللعب عن طريق تضييق المساحات بين اللاعبين والتمريرات القصيرة وعدم
اللجوء الى الكرات الطويلة خشية فقدان الكرة بالاضافة الى المراقبة اللصيقة
لمفاتيح لعب الفريقين والكثافة العددية وسط الملعب لقطع التمريرات وتشتيت
الكرة قبل ان تصل الى منطقة الجزاء ، فانحصر اللعب معظم الوقت وسط الملعب
في محاولة للاختراق من العمق عن طريق الكرات المتبادلة السريعة بين اصحاب
المهارة والثنائيات والتي نجح فيها من حرس الحدود احمد عيد عبد الملك واحمد
حسن مكي ونداي ، وفي الاهلي محمد ابو تريكه ومحمد ناجي جدو.
ووسط
السيطرة على الكرة غير المجدية للاهلي وسط الملعب نفذ عبد الرحمن فاروق
ركلة حرة من الجانب الايسر بعد منتصف الملعب بقليل في عمق دفاع الاهلي ففشل
ابو السعود في التقاط الكرة وتتهيأ امام نداي الذي تابعها بيسراه داخل
المرمى الخالي (33).
وكاد حرس الحدود يعزز بهدف ثان قبل نهاية الشوط
الاول اثر تسديدة احمد حسن مكي بعدما تخلص من دفاع الاهلي داخل المنطقة
وسدد كرة زاحفة قوية تصدى لها ابو السعود ببراعة (41).
وكثف الاهلي
من التواجد وسط الملعب فأثر بالسلب على واجبات مهاجمي الفريق وافتقد العقل
المفكر لقيادة الهجمات التي انتهت اما فوق العارضة أو بجوار القائم أخطرها
انطلاقة سيد معوض من الجانب الايسر حيث مرر كرة الى ابو تريكه الذي سددها
على الطائر فوق المرمى (23) ، وعرضية من اليمين لشهاب الدين احمد في عمق
المنطقة الى ابو تريكه سددها مباشرة ابعدها الحارس فرج الى ركنية (45).
وبدا
الاهلي الشوط الثاني بشكل جيد وضغط منذ البداية ومن اول هجمة من اليمين
لاحمد فتحي لعب كرة عرضية عالية في عمق المنطقة على رأس محمد ابو تريكه
الذسي تابعها قبل خروج الحارس لتمر من الجميع داخل المرمي مدركا التعادل
(47).
وانفرد جدو اثر تمريرة من حسام غالي وسط المدافعين لكنه سدد بجوار القائم الايمن لعلي فرج (48).
ورد
حرس الحدود بركلة حرة من الجهة اليسرى لعبها اسلام عوض في عمق المنطقة
فتابعها احمد حسن مكي برأسه لكنها ارتدت من القائم الايمن الى الحارس محمود
ابو السعود.
وتخلص الاهلي من حالة الانكماش الدفاعي التي سيطرة على
ادائه في الشوط الاول وكثف من انطلاقاته على الجانبين مستغلا انطلاقات
محمد فضل وتحرك احمد فتحي في الجانب الايمن بشكل جيد ما اعطاه الافضلية وان
كان التسرع في انهاء الهجمة والتسديد غير المتقن من مسافات بعيدة كأحد
الحلول التهديفية لكسر التكتل الدفاعي لمدافعي الحرس أطاح بمعظم الهجمات
خارج المرمى.
ومنح ابو تريكه التقدم من ركلة جزاء اثر عرقلة علي فرج لمحمد فضل دون داع (79) رافعا رصيده الى 99 هدفا في الدوري.
أبو تريكة تفوق على الخطيب وشيكابالا
ربما
شهد الموسم الحالي بزوغ نجم أكثر من لاعب وتألق أكثر من نجم في الدوري
المصري لكرة القدم ولكن ظل محمد أبو تريكة بمثابة تميمة الحظ والانتصارات
التي تبحث عنها جماهير الأهلي دوما.
ومع تراجع مستوى أبو تريكة في
بداية الموسم ، أدركت الجماهير أن مسيرة فريقها في رحلة الدفاع عن لقبها
بالدوري المصري قد لا تكون سهلة على الإطلاق لأن العقل المفكر والمحرك
الأساسي للفريق يعاني مشكلة ما.
ورغم وجود العديد من اللاعبين
البارزين بين صفوف الفريق ، أمثال محمد بركات وأحمد فتحي وسيد معوض وحسام
غالي ، وغيرهم من نجوم الاهلي والمنتخب المصري ، كان أبو تريكة دائما هو
فرس الرهان الذي تعلق عليه هذه الجماهير آمالها العريضة ، سواء في قيادة
الفريق داخل المستطيل الأخضر ، أو المساهمة في تهيئة الأجواء المستقرة
للشياطين الحمر خارج الملعب.
وبعد أربع مباريات عاند فيها الحظ فريق
الأهلي ، حيث غابت عنه الانتصارات وانطفأت البسمة على وجوه مشجعيه وأنصاره
داخل مصر وخارجها ، عاد أبو تريكة ليوقد شموع الانتصارات من جديد ويعيد
للجماهير ابتساماتها واحتفالاتها.
سجل أبو تريكة هدفين للفريق في
مباراته أمام حرس الحدود مساء الثلاثاء ليقوده إلى استعادة الانتصارات بفوز
ثمين 2 ـ 1 على الحرس والخروج من عنق الزجاجة قبل أيام قليلة من مباراة
القمة في الدوري المصري أمام فريق الزمالك.
ومن المؤكد أن مكاسب
الأهلي من الفوز في مباراة امس الاول تتوقف عند انتزاع النقاط الثلاث
وتقليص الفارق مع الزمالك المتصدر إلى أربع نقاط ، فحسب وإنما تمتد إلى
عودة الروح المعنوية العالية للفريق وتحسن الأداء الفني والمستوى البدني
بالإضافة لعودة خطورة النجم أبو تريكة.
وبذلك ينتظر جمهور الأهلي من
أبو تريكة الكثير في مباراة القمة أمام الزمالك حيث يمثل الخطر الأكبر
حاليا على شباك عبد الواحد السيد حارس مرمى الابيض.
والأكثر من ذلك ،
أن أبو تريكة رد على المشككين في مستواه حيث انطلقت في الموسمين ، الماضي
والحالي ، بعض الأصوات التي طالبت اللاعب بالاعتزال بعدما شعر أصحاب هذه
الأصوات بأنه وصل إلى نقطة النهاية وأنه لم يعد قادرا على العطاء.
غير
أن هدفي أبو تريكة في مباراة الأمس رفعا رصيد اللاعب إلى خمسة أهداف
الموسم الحالي ليصبح أبرز هدافي الأهلي هذا الموسم كما رفع اللاعب رصيده
بذلك إلى 99 هدفا ليصبح على بعد هدف وحيد من دخول نادي المئة.
يحلم
أبوتريكة بالفعل بهز شباك المقاولون خلال مباراة الفريقين السبت المقبل من
أجل دخول نادي المئة قبل لقاء القمة مع الزمالك ، ومن يدري قد يكون الهدف
له 100 في مباراة الزمالك.
والحقيقة أن أبو تريكة حقق المعادلة
الصعبة في عالم كرة القدم المصرية حيث جمع بين المهارة الفنية والقدرة على
هز الشباك وحب الجماهير وإحراز الألقاب والبطولات ، فاستحق منذ سنوات لقب
"أمير القلوب".
وقبل سنوات طويلة ، أنجبت القلعة الحمراء نجما هو
الأفضل موهبة على مدار تاريخ كرة القدم المصرية وهو محمود الخطيب الذي يشغل
حاليا منصب نائب رئيس النادي الأهلي.
نجح الخطيب في خطف إعجاب
الجميع كما فاز بجائزة أفضل لاعب أفريقي في استئناف مجلة "فرانس فوتبول"
الفرنسية الرياضية ليصبح اللاعب المصري الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز.
كما قاد الأهلي للفوز بالعديد من الألقاب والبطولات على المستويين المحلي والأفريقي كما نال حب وعشق الجماهير في مصر وأفريقيا.
يرى
الكثيرون أن أبو تريكة تفوق على الخطيب بحساب قيادته للأهلي للفوز بكم
أكبر من البطولات والألقاب رغم قوة المنافسة ، خاصة على الساحة الأفريقية
كما وصل بالفريق لبطولة كأس العالم للأندية ونال شهرة عالمية تفوق كل نجوم
الكرة المصرية.
وكما كان للخطيب لدغاته القاتلة للمدافعين وحراس
المرمى بالفرق المنافسة ، كان لأبو تريكة بصماته الواضحة في هذا المجال ،
ولن ينسى له أحد هدفه القاتل في مرمى الصفاقسي التونسي في إياب الدور
النهائي لدوري أبطال أفريقيا عام 2006 والذي صعد بالأهلي لمونديال الأندية.
ورأى
البعض في الموسمين الماضيين أن لاعب الزمالك ، محمود عبد الرازق
(شيكابالا) يمتلك من المواهب الفنية والقدرة على هز الشباك ما يعادل ، بل
مايتفوق به على أبو ترييكة.
وربما كان ذلك صحيحا ولكن أبو تريكة
يتفوق على شيكابالا في امور أخرى حيث شهدت السنوات الماضية خروج شيكابالا
عن النص في تعامله مع الجماهير أحيانا ، وفي عصبيته أحيانا أخرى ، وهو ما
لم يحدث مع أبو تريكة الذي قلما تجد مشجعا مصريا ، سواء كان من أنصار
الاهلي ، أو الزمالك لا يكن كل تقديرا وحبا.
كما تفوق أبو تريكة على
الخطيب وشيكابالا في إنجازاته مع المنتخب المصري حيث كان عاملا مشتركا ، و
فعالا في فوز أحفاد الفراعنة بلقب كأس أفريقيا ثلاث مرات متتالية.
والأكثر
من ذلك ، أن أبو تريكة أصبح على وشك الدخول في نادي المئة الذي لا يضم حتى
الآن سوى ستة لاعبين كسروا حاجز المئة هدف في الدوري المصري وهم على حسب
ترتيب رصيدهم من الأهداف: حسن الشاذلي ( 187 هدفا) وحسام حسن 168( هدفا)
ومصطفى رياض 123( هدفا) والضظوي 112( هدفا) والخطيب 108( أهداف) وأحمد
الكأس 107( أهداف).
تبدو الفرصة سانحة أمام أبو تريكة للتفوق على الضظوي والخطيب والكأس ، رغم أنه ليس مهاجما صريحا.