Admin صاحب الكافيه
الجنس : البلد : العمر : 33 المهنه : الحاله : عدد المساهمات : 1349 نقاط : 33187 تاريخ التسجيل : 17/02/2010
| موضوع: أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها..محاضرة مسموعة و مفرغة..د/أيمن سامي الخميس سبتمبر 16, 2010 5:17 pm | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,,
أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _
محاضرة مؤثرة
ألقاها فضيلة الشيخ : د / أيمن سامي
للاستماع لها :
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=7193
المحاضرة مفرغة :
الحمد لله رب العالمين , و صل الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
حديثنا في هذه الليلة عن :
الصدّيقة بنت الصدّيق ,
حبيبة رسول رب العالمين ,
الحصّان , الرزّان ,
المبرئة من فوق سبع سموات ,
أفقه نساء الأمة على الإطلاق ,
زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الجنة ,
عائشة أم المؤمنين ..
بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة رضى الله عنها و عن أبيها .
امرأة قرشية , جميلة ووضيئة , بيضاء و من تّمَ يُقال لها الحميراء .
مولدها :
قبل الهجرة بسبع سنين .
ولدت في الإسلام و نشأت في ظل أبوين كريمين .
لما بلغت سن السادسة من عمرها , كانت خديجة رضي الله عنها قد توفيت ,
فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأتان :
بكر , و ثيب
أما البكر : فهي عائشة رضى الله عنها .
عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم , و من ثّم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
تزوجها و لم يدخل بها , و إنما تزوجها و عمرها ست سنين .
روى أحمد و البخاري و مسلم من حديث عائشة رضى الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال لعائشة :
أريتك في المنام ثلاثًا :
أتاني ملك بخرقة أو سرقة
( في الصحيحين بسرقة , و في رواية بن حبان بخرقة )
من حرير , فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه .
ثلاث ليال .. و رؤيا الأنبياء حق .. فيقول : هذه زوجتي .
قبل أن يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم , رآها ثلاث مرات في النوم ,
يأتيه الملك في قطعة من حرير فيكشف القطعة قيرى فيها وجه عائشة رضى الله عنها ,
فيقول له الملك :
هذه زوجتك .
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بأحد عشر شهرًا .
ثم لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة و استقر بها ,
و كان ايضًا قد تزوج زوجة و دخل بها ,
و أكملت عائشة تسع سنين و بلغت المحيض ,
دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة شرفها الله .
تخبر أم المؤمنين عائشة عن قصة زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم :
تقول : بينما أنا ألعب مع البنات , على أرجوحة , و كنت مجممة ( ذات جمة : و الجمة هي الشعر إذا نزل عن المنكبين )
فإذ بالنساء يأخذنني و يسرحنني و يصنعنني ( أي يجملنها للزواج )
حتى أخذوني فأدخلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فماذا تتوقع من رسول رب العالمين ,
خير خلق الله يتزوج بنتًا في هذا السن المبكرة من عمرها (( بنت تسع سنين )) ؟؟
لقد كانت تلعب عنده صلى الله عليه وسلم في بيته بالدمى ( بالعرائس ) .. كانت تلعب بالدمى في بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم . فكان صلوات ربي و سلامه عليه يُسر بهذا .. فتأتي البنات صويحبات عائشة ليلعبن معها , فينظرن فيرين النبي صلى الله عليه وسلم فينقمعنّ !!
فانظر إلى جمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم , فيخرج من البيت و يتركه لعائشة و للبنات الصغار فيلعبن فيه !!!
بل ..
كان صلوات ربي و سلامه عليه إذا رأى أن البنات لم يأتين لعائشة , كان يخرج هو صلوات ربي و سلامه عليه فيسرب لها البنات , أي : يرسل البنات لعائشة كي يلعبن معها .
عاشت معه صلوات ربي و سلامه عليه , أفضل عيشة , و اهنأ عيشة , و أكملها .
بل إنه صلوات ربي و سلامه عليه كان يدخل عليها فيلاعبها , و يداعبها ..
فيقول لها مرة :
ما هذا يا عائشة ؟؟ فتقول له : خيل فيقول لها : و هل للخيل أجنحة ؟؟!! عندها خيول مصنوعة من العهن ( من الصوف ( لعب الأطفال .. على صورة خيل و لها أجنحة . فيقول لها : ما هذا يا عائشة ؟؟ فتقول : خيل فيقول : و هل للخيل أجنحة ؟؟ فتقول : نعم خيل سليمان كان لها أجنحة .
صلوات ربي و سلامه عليه أحسن إلى عائشة غاية الإحسان , أكرمها غاية الإكرام .
فقد كان الحبش يلعبون في المسجد فكانت عائشة تقف لتتفرج , لتنظر إلى لعب الحبشة . فكان النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الصحيحين : كان صلى الله عليه وسلم يسترها برداءه و لا يتحرك صلوات ربي و سلامه عليه و لا يمل , حتى تكون عائشة هي التي تمل و تذهب .
وورد أيضًا :
أنه كان يحملها لترى الحبشة و هم يلعبون في المسجد .
فأحسن إليها صلى الله عليه وسلم و أحبها حبًا شديدًا ..
حتى سأله عمرو بن العاص رضى الله عنه :
من أحب الناس إليك ؟؟
قال : عائش .
فهي حبيبة رسول رب العالمين.
و بلغها رسول رب العالمين سلام جبريل الأمين .. فقال :
يا عائشة هذا جبريل يسلم عليك ,
قالت : و عليه السلام و رحمة الله و بركاته .
أحبها صلى الله عليه وسلم حبًا شديدًا , و بين أنها رضى الله عنها لها فضل على نساء هذه الأمة ,
فقال كما في الصحيحين و غيرهما :
فقال : فضل عائشة على النساء , كفضل الثريد على سائر الطعام .
ثم تخبرنا عائشة رضى الله عنها كما في سنن ابي داود :
أنهم خرجوا في ذات مرة في سفر , فلما كانوا في صحراء ليس فيها ماء ( آبار ) إذ انفرط عقدها (( سقط العقد الذي كان معها )) فأقام النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن العقد , يلتمس لعائشة عقدها !!
انظر ..
رسول رب العالمين , خير خلق الله يتلطف معها غاية اللطف .
فتقول :
فيقيم يبحث عن عقدها حتى إذا جنّ الليل و أرخى الليل سدوله , و اشتد الظلام إذ بالصحابة يتكلمون .
كيف هذا ؟؟ كيف تحبس عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان و ليس فيه ماء ؟؟!! كيف سنتوضأ لصلاة الفجر ؟؟
فذهبوا إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنه فكلموه , فجاء أبو بكر أسفًا .. غضبان على عائشة .. كيف حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فجاء فقال : حبستِ رسول الله و ليس هنا ماء , و جعل يطعن بيده في خاصرتها .. تقول عائشة : فما منعني أن أتحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من فخدي !! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم على فخذها فلم تتحرك حتى لا تزعج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى أبو بكر , ونام الناس , ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقاموا لصلاة الفجر و لم يوجد ماء .
فماذا يفعلون ؟؟
فإذ بالوحي ينزل من السماء بالتيمم !!
الله أكبر ..
التيسير على أمة الإسلام ببركة عائشة رضى الله عنها .
فقام أسيد بن حضير يتيمم مع الصحابة , تيمم الصحابة , و تيمم النبي صلى الله عليه وسلم , تيمموا الصعيد الطيب و أصبحوا جاهزين للصلاة .
صلوا و جاء أسيد بن حضير سعيدًا يقول :
ليست هذه بأول بركتكم آل أبي بكر .
آل أبو بكر آل مباركون .. و ليست هذه أول بركتهم .
ثم لما كانت السنة الخامسة للهجرة , في شهر شعبان ,
خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تسمة غزوة بني المصطلق , و يقال لها :
غزوة المريسيع .
و كانت من عادة النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج للغزو أن يخرج في سفر أو غزوة يجري قرعة بين نسائه .
انظر ..
إلى حسن معاملته صلى الله عليه وسلم .
فأجرى النبي صلى الله عليه وسلم القرعة فخرج سهم عائشة رضى الله عنها .. فخرجوا للغزو حتى إذا عادوا قريب المدينة , نزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلاً يرتاح فيه , ينام فيه . فإذ بعقد عائشة ينسلت منها و إذ بها تسمع مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذن بالرحيل .
ناموا قليلاً ثم أرادوا الرحيل .. يعني ما أطالوا النوم .. فعائشة ماذا تصنع و قد انسلت عقدها و خرجت في حاجتها و عادت فإذ بالقوم قد تحركوا و تركوها .
و ذلك لأن عائشة كان تركب في هودج , فيحمل الهودج على البعير , فكان الصحابة يأخذون الهودج و يضعونه على البعير و يمضون . و كانت عائشة خفيفة الوزن , قليلة اللحم . فحملوا الهودج و كانوا لا يدرون أن عائشة غير موجودة . يحسبون أن عائشة بالداخل .. حملوا الهودج ووضعوه على البعير و انطلقوا .
فأتت عائشة رضى الله عنها في هذا الظلام و انطلق الناس فتلفعت بثيابها و جلست تبكي ,
فكان صفوان بن معطل السلمي رضى الله عنه يمشي آخر الجيش ,
يمكن أحد فقد شئ فيأتي صفوان رضى الله عنه فيحمله , يمشي آخر الجيش ,
فلما مضوا و تلفعت عائشة و جلست تبكي إذ بصفوان يقف على سواد , فجعل صفوان يقول :
لا حول و لا قوة إلا بالله !!
ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟!!
ثم سأل عن هذا .. فتقول عائشة :
فوالله ما كلمته إلا ان أناخ البعير ثم تنحى ( ابتعد ) حتى تركب عائشة و لا يراها ,,
و لا يرى عورتها و لا يظهر من جسدها شئ .. أم المؤمنين رضى الله عنها .
فأخذ البعير و انطلق به يقوده إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ,
و لكن المنافقين و المغرضين كانوا قد أشعلوا الفتنة في المدينة ,
يقولون :
اين امرأة نبيكم ؟؟
فلما جاءت على البعير يقودها صفوان إذ بعبد الله بن ابي بن سلول كبير المنافقين يهيج الخبر و يحث الناس على الكلام .
يقول : أين كانت هذه ؟
و الله ما نجت منه و لا نجى منها !!!!
انظر إلى الخبيث ,
يشيع الخبر و يحرك الناس حتى يتكلموا .
و عائشة رضى الله عنها ما تدري , فشاع الخبر في المدينة .
و كان في هذا موقف من مواقف التربية الإيمانية .
فأشاعوا الخبر و كان كما يتمنون و كان الخبر كما وصفه الله ( إذ تلقونه بألسنتكم )
يسمع الخبر فيلقيه مباشرة , ينشر الخبر .. تهيج .. إشاعة .. خطر على المسلمين .
فلما كان الأمر كذلك و عائشة نزلت ببيتها ما تدري عن الخبر و فكانت عائشة رضى الله عنها في بيتها, فلم تلبث أيامًا حتى مرضت ما تعلم بالخبر و و لم تنتبه إلا ما حصل .
تقول :
ما يريبني شئ غير أني لا أجد اللطف الذي كنت أجده من النبي صلى الله عليه وسلم حين أشتكي !!
فقدت لطف النبي صلى الله عليه وسلم , و كان النبي صلوات ربي و سلامه عليه يتلطف مع عائشة غاية التلطف , و خاصة إذا مرضت و كان كثيرًا ما يناديها يا عائش .
لكنها لم تجد اللطف الذي كانت تجده , غير أنها استأذنت أن تمرضها أمها , فجاءت أمها تمرضها في بيتها , فذات يوم كانت أمها تمرضها إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
كيف تيكم ؟؟
الذي يقول عائش يقول الآن كيف تيكم ؟؟!!!!
فبدأ يريب عائشة أن هناك شئ , لكنها لم تضع في خاطرها , حتى مضى على هذا بضع و عشرين يومًا و لم تكن تخرج من بيتها , حتى استأذنت في الخروج لقضاء حاجتها , و لم تكن في البيوت حمامات .
تقول عائشة :
و لم نكن نتخذ الكنف كنا قومًا عرب , لا نتخذ الكنف في بيوتنا .
فخرجت لقضاء حاجتها ,مع امرأة جليلة هي أم مسطح , و مسطح رضى الله عنه هو أحد الصحابة , فخرجت معها و مسطح هو أحد الذين تكلموا في عائشة و و لكن عائشة لا تدري , أمها تدري .
فخرجت , فبينما هما في الطريق , إذ تعثرت أم مسطح في ثيابها , فسبت مسطح و دعت عليه !!
فغضبت عائشة , و قالت : لم ,, صحابي قد شهد بدرًا ؟ فتعجبت المرأة و قالت : أو ما بلغك الخبر ؟؟!! قالت : و أي خبر ؟؟ .. فأخبرتها .
فرجعت عائشة إلى بيتها تبكي .. تقول :
فبكيت حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي .
الحصان , الرزان , ابنة أبي بكر , زوجة النبي صلى الله عليه وسلم تطعن هذه الطعنة !!
تقول :
فبكيت حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي .
فبينها هي كذلك و الناس يتكلمون , إذ خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليهدئهم ,
فقام اسيد بن حضير و قال :
يا رسول الله إن كان منا فمرنا نضرب عنقه , و إن كان من إخواننا الخزرج فمر أحدهم يضرب عنقه .
فقام سعد بن عبادة و قال :
لا .. لأنك تعلم أنه ليس منا .
فقامت المشكلة بين الأوس و الخزرج , و في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيه من الهم و الحزن على بيته و عرضه .
فكان أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر الصديق و قال :
يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله .
و في هذه القصة أكبر دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب , إذ لو كان يعلم الغيب لعلم أن عائشة ما فعلت . فقال :
يا عائشة إن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله .
فالتفتت عائشة إلى أبيها و قال : يا أبي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : ما أجد ما أجيب به رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت : فالتفت إلى أمي و قلت : يا امي أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت : و الله لا أجد ما أجيب به رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت عائشة : فبكيت حتى قلص دمعي ( انتهى ) ,
و لم تجد بدّ إلا أن تجيب ..
هي يجب أن تجيب الآن .
قالت : فقلت : و الله ما أجد لي و لكم مثلاً إلا كوالد يوسف إذ قال لأخوة يوسف :
فصبرٌ جميل و الله المستعان على ما تصفون .
و الله إن قلت لكم إني فعلت , الله يعلم أني ما فعلت لتصدقنني و ليغضبن الله علي , و إن قلت لكم ما فعلت ما صدقتموني .
فلم يلبث هذا الموقف إذ غشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
و تحدر العرق منه فلما أفاق قال :
أبشري يا عائشة , نزل الوحي ..
أبشري يا عائشة قد أنزل الله براءتك .
فبكت عائشة رضى الله عنها , و قالت :
يا رسول الله من عندك أم من عند الله ؟؟
فقال : بل من عند الله .
تقول عائشة رضى الله عنها :
و الله لشأني في نفسي أحقر من أن ينزل في قرآنًا يتلى .
و أصبحت هذه القصة تتلى في مساجد المسلمين إلى اليوم و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ,
برأها الله سبحانه و بحمده , من فوق سبع سموات .
عاشت مع النبي صلى الله عليه وسلم عيشة هنيئة حتى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
فكان في مرضه كلما انتقل في مرضه من بيت إلى بيت زوجاته يقول :
أين أنا غدًا ؟؟
يسأل عن بيت عائشة لحبه لها _ صلى الله عليه وسلم _
فعرفوا أنه يريد عائشة , فاتفقت الزوجات على أن يمرض النبي صلى الله عليه وسلم ببيت عائشة ,
فبقى آخر أيام حياته في بيتها .
بل إنها تتحدث عن كرامة الله لها :
أن تُوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحرها و نَحرها .
و هي مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرها و نحرها ,
توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم و جمع الله بين ريقها و ريقه في آخر حياته ,
و كان ذلك أن دخل احد الصحابة و في يده سواك , و كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه السواك , فنظر إليه .. فعرف الصحابي , فأعطاه للنبي صلى الله عليه وسلم , فلما قربه إلى فمه فوجده يابس ,
فقالت عائشة : فقلت يا رسول الله ألينه لك ؟
فأشار برأسه ( أي نعم ) .
فجمع الله بين ريقها و بين ريق النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته ,
لينته له و استاك .
ثم ارتاح على صدرها و جعل يقول :
بل الرفيق الأعلى .. بل الرفيق الأعلى .
حتى لحق بربه في بيتها و على صدرها .
عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم حياة حافلة بالعلم ,
فكانت تفتي و تعلم الصحابة , و تنشر العلم و لها من الأحاديث عشرات الأحاديث في البخاري و مسلم ,
و مسند عائشة يفوق ألف حديث .
عاشت عائشة عيشة المؤمنة تبذل العلم ,و تنفق في سبيل الله .
بعث عبد الله بن الزبير ابن أخت السيدة عائشة بمائة الف , فدعت بطبق و جعلت توزع , هذه لفلانة , و هذه لفلانة . حتى انتهى النهار و قد وزعت المائة ألف , أنفقتها في سبيل الله , حتى جاء المغرب و حان وقت الإفطار فأتتها الجارية بخبز و زيت , ثم قالت : يا أم المؤمنين لو ابقيتِ لنا درهمًا نشتري به لحمًا نفطر عليه ؟؟ قالت لها : لا تلومينني , لو ذكرتيني لفعلت .
لو ذكرتها .. درهم واحد من مائة ألف درهم أنفقتها في سبيل الله و ما تذكرت درهم واحد لنفسها !!!
ثم إن عائشة رضى الله عنها استأذنها عمر بن الخطاب ,
أن يدفن إلى جوار أبي بكر و صاحبه صلى الله عليه وسلم ,
و كان هناك مكان واحد قد بقي ,
فآثرت عمرًا رضى الله عنها على نفسها ,
ووافقت أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم و صاحبه أبو بكر .
ثم إنها خرجت في الفتنة , لما وقعت الفتنة في عهد علي بن أبي طالب ,
فلما بلغت ماء يقال له الحوئب , نبحت الكلاب .. فقالت عائشة : أي ماء هذا ؟؟ قالوا لها .. ماء يقال له ماء الحوئب , فقالت : ما أراني إلا راجعة , و قفلت راجعة و قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كيف بإحداكنّ تنبحها كلاب الحوئب .
ثم إنها رضى الله عنها لما كانت السنة السابعة و الخمسين أو الثامنة و الخمسين للهجرة ,
في شهر رمضان , ليلة السابع عشر من هذا الشهر ,
توفيت عائشة رضى الله عنها في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن جاوزت الستين عامًا ,
توفيت عائشة في ليلة السابع عشر من رمضان سنة السابع و الخمسن أو الثامن و الخمسين للهجرة
على خلاف بين كتاب السير ,
توفيت بعد صلاة الوتر ,
فدفنت في نفس الليلة .
يقول الراوي :
لم يُر ليلة أكثر أناسًا منها .
نزل أهل العوالي و اجتمع أهل المدينة كلهم , لوفاة عائشة رضى الله عنها ليصلوا عليها ,
و دفنت بالبقيع .
رضوان الله عليها , و صلوات الله على نبينا محمد و على آله و صحبه .
| |
|