الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ... أما بعد
هذه رسالة إلى كل باحث عن رقة القلب ... هذه نصيحة من قلب مشفق ..
لا تعود نفسك أن يرق قلبك الى شئ أعظم من القرآن .. كل حياة لقلبك لو سمعت مئات المحاضرات والله الذى لا إله إلا هو لا تعدل آية واحدة من كتاب الله
الله يقول ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43)) سورة فصلت
المؤمن لا يريد شئ أعظم من رضوان الله ... ورضوان الله لا ينال بشئ أعظم من حب كلام رب العالمين جل جلاله .
ومن أعظم ما أثنى الله به على أوليائه والصالحين من خلقه أنهم يتصفون بثلاث صفات رزقنا الله وإياكم إياها بإخلاص وهى .. أنهم اذا تليت عليهم آيات الله
* وجل القلب
* واقشعرار الجلد
* وذروف العين
قال الله .. فى سورة مريم بعد أن ذكر موسى وهارون وإبراهيم وإدريس وإسماعيل ومريم وابنها ... فذكرهم الله بصفات متفرقه ثم أجمل حيث قال تعالى
( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58) ) سورة مريم
والأشياء بالتعود ... لذلك أعظم ما ينصح به الانسان ليحيا قلبه أن يقوم بين يدى الله بالليل ثم يأتى لآيات أثنى الله فيها على ذاته العليه .. ولا يوجد كلام أجمل وأعظم تأثيرا من ثناء الله على نفسه وإخبار الله عن ذاته .
فبما أنه لا أحد أعظم من الله .. فلا كلام أعظم من كلام الله .. وبما أنه لا أحد أعظم من الله فلا أحد أعلم بالله من الله .. هذه أمور وقواعد احفظها جيدا ..
لا أحد أعظم من الله ..
ولا كلام أعظم من كلام الله ..
ولا أحد أعلم بالله من الله..
فإذا جئت تقف بين يديه اختر آيات فى أول تعودك على قيام الليل أثنى الله بها على ذاته العليه .. ثم رددها كثيرا وانت تصلى حتى تستميل قلبك وتذرف عينك تدريجيا ..
ثم مع الأيام يصبح قلبك لا يسكن بشئ أعظم من ذكر الله فمن استأنس بالله استوحش من خلقه ..
الله يقول عن ذاته العلية ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً (47)) هذه أشياء محسوسه تراها بعينك .. فإذا تأملت فيها وربطها بخالقها عظم اليقين فى قلبك .
ويقول جل وعلا .. ( وهو الذى أرسل الرياح ...... كفورا )
ويقول جل وعلا فى خواتيم سورة الحشر (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ(24))
أين شعر الشعراء .. أين كلام البلغاء .. أين وصف الفصحاء
هذا كلام رب العزة فى رب العزة جل جلاله .. هذا هو قوت القلوب الحقيقى الذى يعيش به المؤمن ويتعود أن لا يشرب الا منه .. ولا ينهل الا من معينه .. هذا الذى يسوق الى رضوان الجنات .. ويوفق به المؤمن للطاعات .. ويقاد به الى أعلى المنازل ..
اللهم أنت الله لا اله الا انت .. عالم الغيب والشهاده .. مصير كل أحد اليك .. ورزق كل أحد اليك
أسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تصل على محمد وآل محمد وأن ترزقنا الإخلاص فى القول والعمل )
بتصرف يسير من كلام الشيخ صالح بن عواد المغامسى حفظه الله تعالى ..