محمود المشرف العام
الجنس : البلد : العمر : 31 المهنه : الحاله : عدد المساهمات : 920 نقاط : 29076 تاريخ التسجيل : 17/02/2010
| موضوع: من أين نبدأ إصلاح الرياضة المصرية؟ (3) كانت المباراة نشيدًا وطنيًا الجمعة مارس 04, 2011 1:59 pm | |
| هذا اختصار لمضمون رسائل وتعليقات من قراء الشروق فى تفاعلهم مع مقالاتنا عن إصلاح الرياضة، وسبق أن تناولت الإصلاح فى أعوام سابقة كان آخرها فى عامى 2004 و2006 و2009 بمجموعة مقالات.. ولم يحدث شىء حيث كانت الحرية أن نكتب ما نشاء ويفعلون هم ما يريدون. لكن الأمل الآن أن يصل الأذان إلى مجلس الوزراء.. ولا يكون أذانا فى قبرص. وأضطر هنا إلى توضيح ما يلى:
●● أولا: قضيتى هى نهضة رياضية وحل المشكلات الممكن حلها، وطرح الحلول الممكنة وليست المستحيلة، والقضاء على التعصب، وترسيخ مفاهيم الرياضة الجميلة، واحترام الفريق الآخر.. خاصة أن ذلك سوف يكون مدرسة نموذجية للديمقراطية السياسية.. ومدرسة لاحترام الرأى الآخر..
●● ثانيا: قد يكون هناك فساد مالى فى بعض المواقع الرياضية. والذمة المالية مسألة شديدة الحساسية، وأتركها لجهات التحقيق والرقابة. ●● ثالثا: أمسك بسلاح لا يمسك به غيرى. ولا أحارب الإنسان الأعزل.. وإذا كانت اللغة الثورية تعنى العنف والإساءة فلست من الذين يستخدمونها تلك اللغة.
●● رابعا: قضية الإصلاح الرياضى عميقة ومتشعبة. فماذا نريد من الرياضة.. هل نريد ميداليات وبطولات عالمية؟ هل الهدف هو توسيع قاعدة الممارسة بحق أم بنظريات ورقية؟
●●خامسا: الإعلام الرياضى، أحد أهم محاور الإصلاح، وهو فى أحيان يفتقد إلى الرؤية العلمية، ويفتقد التخصص، ويفتقد المهنية، والإعلام ليس وظيفة، وكل من يمارسه لا يجب أن تحركه مصلحة أو غرض خاص. وكل من يمارس العمل الإعلامى عليه أن يدرك أنه يؤدى رسالة تجاه الوطن.. وعليه أن يحترم ذكاء القارىء والمشاهد والمتلقى. فهو يرى ما بين السطور، ويرى ما هو مخفى خلف الوجوه.
●● وأتوقف الأن أمام نقطة إصلاح لا تحتاج إلى ملايين الجنيهات ولا إلى أوراق وقوانين، وأتوقف أمامها لأنها مأساة حقيقة جعلت مشاهدة مباراة كرة قدم عذابا وهوانا.. نعم أنها كارثة أن تصبح مشاهدة مباراة نوعا من الإذلال وإهانة المواطن بالضرب والسب وهى ظاهرة فى جميع ملاعب الكرة المصرية كأن المتفرج فى طريقه إلى مباراة لارتكاب جريمة قتل وليس للترويح عن نفسه والاستمتاع فتتحول لحظات المتعة والبهجة إلى أبشع لحظات الإهانة والهوان، حيث التفتيش الذاتى، والحرمان من كوب الماء، ومصادرة الولاعات وأكياس الفاكهة والبرتقال باعتبارها أسلحة، ويتم إجبار المتفرج على الدخول إلى الملعب من ممر ضيق على يمينه سور وعلى يساره حواجز ذات عوارض حديدية يقف خلفها مجموعة من الرجال المتأهبين ولا نفهم سبب التأهب كأنهم يسوقون مجموعة من عتاة المجرمين إلى السجن.
●● المهم مرة أخرى أن الخطوة التالية فى مسيرة الهوان تتمثل فى عبور بوابة أخرى لا تمرر سوى شخص واحد فى كل لحظة، بينما بجوارها عدة بوابات مغلقة ويشتد الزحام وتضرب الناس سيقان الخيول، وقد لا يمر مشاهد دون الفوز بقبلة من حصان، وتسقط الهراوات فوق الرءوس، ولا تعرف لماذا فهؤلاء مجرد جمهور يسعى لمشاهدة مباراة؟
●● يستمر مشهد الحشر.. الآلاف يحاولون المرور من ثقب إبرة ونسمع صراخ الرجال والأطفال وصيحات الاختناق ومن يحفظون النظام يقفون ويتابعون المشهد فى لذة مشاهدة أثرياء روما لمصارعة المجالدين، التى يفوز فيها من يبقى على قيد الحياة، فيما يموت المهزوم. وعندما تكاد الأمور أن تخرج عن نطاق الفرجة الأمنة بالنسبة لهولاء من حفظة النظام تصدر الأوامر بالهجوم على الجماهير دون تمييز لتندفع الجموع متقهقرة إلى الخلف أمام سنابك الخيل وقرع الهراوات الخشبية على الرءوس والوجوه والأطراف!
●● تجلس الجماهير فى النهاية على الممرات وفى الطرقات وتغلق المدرجات كما تغلق الحظائر وهنا لا تجد ما تشرب أو ما تأكل ولا تجد دورة مياه نظيفة، وقد لا تجدها أصلا وحتى مشاهدة المباراة كاملة رفاهية لا تستحقها الجماهير المذلولة، المهانة، المحتقرة، المدهوسة بالأحذية والمعفرة وجوهها.
●● يصبر الناس ويتابعون المباراة.. لكن أبواب الحظائر ظلت مغلقة فلابد من مرور دقائق لكى يذكرونا أننا أسرى فى ملاعب كرة القدم. وتتعالى صيحات الغضب المكبوت من الجمهور المحاصر المأسور وأخيرا تفتح الأبواب، وينطلق الناس فى طريق آخر للعذاب هو طريق الخروج ولا يقل فى صعوبته عن طريق الدخول.. بينما يتمتم كل مشجع قسما وعظما بأنه لن يذهب مرة أخرى لمشاهدة مباراة فى الملعب نسمع صوت المذيع الداخلى، وهو يشكر كل القائمين على خروج المباراة بهذه الصورة المشرفة، ويتوجه بالشكر إليهم بالاسم فترتسم الابتسامة على الوجوه، ولكنها ابتسامة صفراء، كلها مرارة، كلها حسرة، كلها ألم!
●● هل يحتاج هذا العذاب القديم إلى ملايين الجنيهات أو إلى وقت بعمر نوح أو إلى ملفات وأوراق وقوانين تدخل المجلس الشعب.. أم أن هذا كله يمكنه إصلاحه بقرار.. وبسلوك مختلف ومغاير وجديد بعد أن أصبح المتفرج المصرى مالكا لوطنه أخيرا؟! هذه ليست لغة ثورية تواكب عصر الثورة.. | |
|