الشرطه فى خدمة الشعب

كانو
بيقولوا زمان الشرطه فى خدمه الشعب .. وبئو يقولوا دلوقتى ان الشعب
والشرطه فى خدمه الوطن .... طب احنا ها نقرى مع بعض القصه دى ونشوف مين
اللى فى خدمه مين؟

سعيد.... مواطن بسيط جدا .. عايش فى حاله هو وعيلته

كان
فى يوم من الايام اخد العيله ونزل راح المول عشان يجيب للولاد ملابس
العيد . وبعد ما عدت كام ساعه من التجول رايح جاى فى المول يطلع من الدور
ده ينزل للدور ده كل ما ينقى لعيل من العيال حاجه ..والواد يفرح بيها اوى
ويقعد يطنط ويقوله حلوه اوى يابابا انا عاوزها يا بابا ويجى يشتريها يطلع
سعرها مولع ... يرجع فى كلامه تانى ويقول
( لا لا دى مش حلوه اوى ..
دى حتى الوانها مكلحه .. وزوقها وحش اوى كأنها من الموديلات القديمه )
ويقعد يطلع فيها القطط الفاطسه لحد ما يكره فيها الواد ويقنعه ان يغير
رائيه...
وفى وسط كل ده سمع سعيد صوت جاى من اخر الدور اللى كان واقف
فيه ... دوشه وصويت عالين جدا ... وبسرعه جرى عشان يشوف الناس دى كلها
ملموه على ايه

شاف سعيد اتنين رجاله ماسكين فى بعض وهاريين بعض ضرب
.. والناس واقفه عامله تشجع .. ولا كأنه سيرك مجانى والناس بتتفرج
مستانين اخر الخناقه وفى ناس واقفه عماله تشجع واحد من الاتنين.. وناس
تانيه بتشج التانى

وغير بئى الكلام اللى سمعه سعيد من تعليقات على سبب الخناقه اساسا

شخص 1 : يستاهل كل اللى يجراله اصله حاول انه يتحرش بمراته ولما صوتت بجح معاها كمان
شخص 2 : لا لا مش كده .... انا شوفته وهو بيحاول انه يسرق محفظته .. ولما حس بيه .. مسك فيه وضربه
شخص
3 : لا لا مش كده ولا كده .... هو واحد فيهم بيشتغل بياع فى المحل ده ...
والتانى كان بيشترى منه وكان بيفاصل وحش اوى ... لحد ما البياع اتغاظ منه
فضربه

وبعد كل التحليلات والتفسيرات دى اتفضت الخناقه وكل واحد من
اللى كانوا بيتخانقو مشى فى اتجاه بعد ما اتضح انهم كانوا بيتخانقوا على
مين فيهم اللى كسب التانى فى اخر مره كانوا بيعلبوا فيها طاوله !!!!

وبعد
ما اتفرقت الناس وكل واحد راح لحاله بص سعيد حولايه مالاقش الواد ابنه
الصغير اللى عنده خمس سنين ... اتجنن ... قعد ينده عليه بأعلى صوت .. ويصرخ
ويقول ابنى ابنى يا عالم ... ويسأل كل اللى رايح واللى جاى .. محدش
شاف عيل صغير عنده خمس سنين .... ويوصف للناس شكله والهدوم اللى كان لابسها
... والواد كأنه فص ملح وداب

وبعد ما يأس سعيد فى انه يلاقى الواد
قرر انه يروح لأقرب قسم شرطه ويقدم بلاغ عاجل بأختفاء ابنه.. على امل ان
الشرطه تساعده فى العثور على ابنه المختفى بشكل سريع قبل الواد ما تجراله
حاجه مش كويسه

دخل سعيد القسم وسايب باقى العيله فى العربيه ....
وشاف ان القسم زحمه ولا كأنه واقف فى سوق ... الناس اشكال والوان ... وكل
واحد بيزعق ومش عارفين هو بيزعق مع مين
واللى يزق فى سعيد .. واللى يقوله ما توسع كده شويه يا عم انت هى ناقصاك

وفى وسط الزحمه دى .. حاول سعيد انه يقرب من مكتب حضرة الظابط النباطشى
وبعد عناء شديد قدر سعيد انه يقاتل ويشق طريقه ويوصل لحضرة الظابط وبداء سعيد فى الكلام

سعيد : من فضل حضرتك.. انا عاوز اعمل بلاغ بأختفاء ابنى الصغير عمره خمس سنين ولابس ...

قاطعه الظابط من غير حتى ما يبصله .. وكانت لهجته كلها حزم وشده ولا كأنه اول واخر ظابط فى العالم كله

الظابط : روح اقف مكانك واستنى لما يجى عاليك الدور

سعيد : بس يا افندم انا .....

الظابط مقاطعاً له مره اخرى ) .... اسكت والا ها اطلعك بره

... سكت سعيد وامره لله ... وفضل مستنى لحد ما جيه عليه الدور

الظابط : الاسم

سعيد : سعيد وحيد فريد

الظابط : ابنك عنده كام سنه

سعيد : عنده خمـســــ ...........

...
وقبل ما يكمل سعيد كلامه ... رن جرس التليفون ... الظابط رفع السماعه ...
وبمجرد ما حط السماعه على ودانه ... اتنطر من مكانه ولا كأن فى عقربه
لاسعته .. وهو بيقول

تمام يا افندم ... يا سلام بس كده من عنيه ...
ثوانى وها تكون عربيه الدوريه حالا قدام بيت ساعدتك عشان تتطرد الكلب اللى
عامل دوشه فى الشارع...... نعم يا افندم .... عاوزنا نقتله ... حاضر حاضر
... ده احنا نقتله ونقتل صحابه كمان وبعد كده نقول ان فى عربيه معديه دهسته
انت تامر يا انفدم ... اتفضل يا افندم اتفضل

وقفل الظابط المكالمه ووجهه كلامه لسعيد

الظابط : انت... قولتى ... ابنك ده عنده كام سنه

وقبل ما يفكر سعيد فى انه يفتح بوقه حتى ... رن جرس التليفون تانى ... وزى المره اللى فاتت .....

الظابط
: تمام يا افندم .... تحت امر سعاتك.... حالا .... ها ابعت عربيه لبنت
سعادتك فيها اتنين ظباط عشان يغيرو فردة الكاوتش بتاعة عربيتها .... فين
يا افندم .... اه اه عارفها طبعا ... دقيقتين بس وها تكون العربيه هناك
حالا

وقفل الظابط التليفون .. وجهه كلامه لسعيد

الظابط : هاااا ... قولتى بئى العربيه اللى اتسرقت منك لونها ايه

سعيد : عربيه ايه يا افندم ... ابنى الصغير هو اللى ضاع مش العربيه

الظابط : ابنك ... عربيتك... محفظتك... كلها بالنسبالى محاضر ها تتكتب وخلاص

سعيد : بس ده طفل ... روح بنى ادام ممكن تكون معرضه للخطر دلوقتى .. وانا بصراحه خايف ليكون الولد جراله حاجه

الظابط : ماتخافيش يا سيدى .. مش ها يحصلو حاجه .. البلد امااان .. وفيها شرطه .. ولا انت بئى مش واثق فينا

سعيد : لا طبعاً .. واثق جدا فيكم يا حضرة الظابط .. ده انتم تاج على رسنا .. بس ابوس ايدك ... بسرعه انا خايف على الــــ ....

( ويرن جرس التليفون مره تانيه قبل ان يكمل سعيد كلامه .... وبنفس السيناريو يرد الظابط)

الظابط
: تمام يا افندم ... ها ابعت عربيه فيها اتنين ظباط لمكان الحادثه... اكيد
المدام مش هى اللى غلطانه ... الراجل اللى فرمته هو السبب ...ها نكتب فى
التقرير انه كان سكران ورمى نفسه قدام العربيه.... نعم يا افندم .. الحادثه
كانت قدام جامع ..... اه طب كده حكايه سكران دى مش ها تنفع ... طب خلاص يا
باشا ها نكتب انه اغمى عليه فجاءة اثر هبوط مفجئ فى الدوره الدمويه ...
وانا ها اقفل مع حضرتك دلوقتى وها اكلم الطبيب الشرعى حالا

وقفل الظابط المكالمه وججه كلامى لسعيد

الظابط : نعم يا سيدى ... قولتى بئى النشال اللى سرق محفظتك اوصافه ايه؟

سعيد : يا افندم مش محفظتى اللى اتسرقت ... ده الواد ابنى ها يضيع منى ارجوك ركز معايا الله يكرمك

الظابط : مافيش حاجه بتتضيع فى المنطقه بتاعتنا ... ولا انت ليك رائى تانى ... ولا يمكن تكون بتشكك فى كفائة السيد وزير الداخليه

سعيد : انا ...... اعوز بالله ... السيد وزير الداخليه على راسى من فوق والله

الظابط : طيب .. طيب .... معاك صوره للواد ؟

سعيد : ايوه طبعا... اهى ............( وخرج سعيد صوره لأبنه من المحفظه فى نفس الوقت اللى التليفون رن فيها مره تانيه )

الظابط
: تمام يا افندم .. ايه مش ممكن .... ازاى ... لا حول ولا قوه الا بالله
... الدش بتاع حضرتك مش شغال .... والواد عبده ستالايت مش بيرد على
التليفون .... لا مش ممكن .. دقايق يا افندم وها تلاقى الواد عبده مرمى
قدام حضرتك متكلبش يا باشا ... وها يصلح لحضرتك الدش فى ثوانى

( ويقفل الظابط التليفون ويبص لسعيد ... وسعيد هنا اللى اتكلم وقال )

سعيد : الله يكون فى عون الشرطه يا افندم ... والله بتتعبوا جدا ... من اول الليل والتليفون ما بطلش رن )

الظابط : طبعا .. ما هو ده واجبنا .... الشرطه فى خدمة الشعب

سعيد : بس متهيئلى ان معظم المتصلين كانوا من افراد الشرطه

الظابط
: هما يعنى اللى من افراد الشرطه دول مش من العشب برضوا .. ولا يعنى عشان
هما من الشرطه نتخازل فى تاديه واجبنا ناحيتهم.... اما عجايب والله

سعيد : ماشى يا افندم ... ماشى ... انا ماقولتش حاجه والله ..... طيب حضرتك مش ها تكتب بلاغ بتغيب ابنى

الظابط : والله انا شايف انك تستنى لحد بكره ... انت شايف انا دلوقتى معنديش افراد ...والدوريات كلها خرجت عشان تنجز مهمات تانيه

سعيد
: قتل الكلب اللى قدام بيت حضرة الظابط ... والقبض على عبده ستالايت عشان
يعمل الدش ... اهم من ابنى اللى ضايع ومش عارفين مكانه ؟

الظابط : بدءت تتكلم فى السياسه ... انت عاوزنى احطك فى الحجز لحد الصبح بئى ولا ايـــــــــه .؟؟

(
قبل ما يرد سعيد رن جرس الموبيل بتاعه .. وكانت المدام .. اللى بتطمنه ان
الواد ابنه فى امان بعد ما اتصلوا بيهم جيرانهم اللى قابلوا الواد الصغير
فى المول وتعرفوا عليه اوتصلوا بيهم بلغهم ان الولد بخير ومعاهم وراجعين فى
الطريق على البيت )

بص سعيد للظابط اللى واقف قدامه وقاله

سعيد : شكرا ليك يا حضرة الظابط احنا خلاص لاقينا الواد ... متشكرين اوى للشرطه وللمجهودات اللى بتقوم بيها الشرطه عشان تخدم الشعب

تنحنح الظابط كده وهو بيعدل ياقة البدله الميرى بتاعته

... لا داعى للشكر احنا هنا ما بنقمش غير بواجبنا تجاه كل مواطن ... وانت عارف طبعا ان

ــــــــــــــ الشرطه فى خدمه الشعب ــــــــــــــــــ

» التحرير لحظة اقتحام الجيش و الشرطه العسكريه
» حقيقة النصيرية العلويين ومعاناة الشعب السوري
» الشعب يسأل ومرسي يجيب" ..برنامج إذاعي رمضاني بمشاركة رئيس مصر