كيف يفكر شباب اليوم حول احداث الساحة

هانحن نشهد احداثاً اليمه في دولنا العربيه، احداثاً بدأت اُشبهها بتلك
التجربه العلميه التي تعلمناها في المرحلة الابتدائيه.. عندما نريد تلوين
الورده بأكملها بلون واحد فكأنني أخذت وردةً بيضاء ووضعتها في حبر اسود
وأخذ الحبر ينتشر فيها مع مرور الوقت وانا اُراقب انتشاره وانتظر النتيجه.
هذا مايحدث لدولنا العربيه، هاهي المظاهرات والاعتراضات تنتشر من دولة الى اخرى مناديه بإسقاط نظامها أو حكامها.
كنت ارى مثل هذه الصور والمشاهد على الشاشه التلفزيونيه ولكني كنت لا
أعي ولا أعرف ماذا يقصد بتلك الثورات، وحتى عندما كان أبي يعلق على تلك
الاحداث ويوضح لنا ماذا يحصل في هذه الدوله وفي تلك وأن الشعب لايريدون
حاكمهم ويطالبون بتغييره... عندها كانت الاسئله تدور في ذهني بسرعه، لم
الناس ترفع تلك الشعارات مطالبه رئيسها بنظام جديد أو بتنحيه وأستقالته..
فكيف لشعب يطلب من حاكمه التنحي؟! وكيف لهم أن يرفضوا أنظمة قد وضعها
لحمايتهم ولعيش حياه امنة هنيئة؟!... فبعدما تدور هذه الاسئله في داخلي لا
اتوصل الا الى عدم أكتراثي ومبالاتي لهذا الشيء الذي يحدث فأياً يكن فإنه
بعيد عنا.
ولكني الآن بعدما رأيت بعين أقرب ما حصل في تونس ومصر وأصبح ينتقل الى
البحرين واليمن والجزائر وليبيا ولا ادري الى اين سيصل، عرفت جيدا ماذا
يحصل ولما يفعل الشعب المظلوم كل هذا.. نعم لقد توصلت الى اجابات على تلك
الاسئله، وعرفت الحقيقة اكثر وهي التي اسميتها بـ «الحقيقه المرة» للاسف
التي نعيشها في عالمنا العربي.
عرفت لما يفعل الشعب هكذا ولم قامت ثورات ضد الحكام والانظمه، عرفت ان
الشعب مأخوذٌ حقه مسلوبٌ رزقه، عرفت ان لا خير ولامنفعة من الرئيس تجاه
شعبه، عرفت ان الحاكم لا يحكم الا جبروتاً وسلطة.. عرفت ان كلهم راع وكلهم
غير مسؤول عن رعيته عرفت وعرفت وعرفت الى ان تمنيت إنني ما عَرِفْت.
وبعدما توضحت لي كل هذه الامور أخذت اتسائل مرة اخرى.. اليس نحن أمة
الاسلام والمسلمين؟ اليس نحن من تعلمنا الكتاب والحكمه؟ ألسنا خير امةٍ
اُخرجت للناس؟
اذاً لمايحصل كل هذا الظلم والعدوان؟
إن نبي الامة كان يحسن لليهود والنصارى، ونحن جعلنا شغلنا الشاغل في مسألة «سنة وشيعة» الى ان اصبحنا طائفيين.
ولكن صدق القائل:


إن الوردة البيضاء ستأخذ لونها الاسود لامحالة، فبعد ذلك لامقدرة على استعادة بياضها إلا بزراعة وردةٍ جديدة.