ستشهد الملاعب المصرية غداً استئناف مسابقة الدوري بعد توقف دام نحو ثلاثة أشهر بسبب اندلاع الثورة المصرية البيضاء التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ونظامه. كانت هذه مقدمة موقع الفيفا لتقديم استئناف بطولة الدوري المصري عقب الثورة المصرية المباركة.
وكان قرار إستئناف المسابقة مثار الكثير من الجدل خاصة بعد أحداث الشغب التي شهدتها مباراة الزمالك ونادي الأفريقي التونسي في مسابقة دوري أبطال أفريقيا والتي إنتهت بتأهل الفريق التونسي وسط فوضى غير مسبوقة في تاريخ الملاعب المصرية وغياب أمني ملحوظ، ولكن في النهاية قررت الحكومة أن تتواصل المسابقة للحفاظ على مصالح الأندية الكروية عامة والمنتخبات المصرية خاصة، وهذا بعد موافقة من وزارة الداخلية أن تتولى المحافظة على الأمن في جميع مباريات مسابقة الدوري بكل درجاته، وقد دعم الإتحاد المصري هذا القرار بإعلانه عقوبات شديدة على أي أندية تقوم جماهيرها بأحداث شغب وتتراوح العقوبات من نقل المباريات إلى اللعب بدون جمهور وحتى خصم نقاط.
صراع القمة
وستشهد القمة صراع شديد حيث يتربع الآن الزمالك على قمة الترتيب بفارق ثلاث نقاط فقط عن الإسماعيلي وبفارق ست نقاط عن غريمه اللدود الأهلي الذي يحتل المركز الخامس، وقد يكون الزمالك أكبر المتضررين من فترة التوقف الطويلة بسبب المشاكل الداخلية التي يواجهها النادي حالياً نتيجة للأزمة المالية التي تواجه جميع الأندية المصرية في الوقت الراهن ولكن المختلف في النادي الأبيض أن عدد كبير من لاعبيه الأساسيين تقدموا بشكوى رسمية الأسبوع الماضي للإتحاد المصري بسبب عدم دفع مستحقاتهم وهو ما كان له تأثير سلبي على روح الفريق وأدى إلى أن يعلن الجهاز الفني بقيادة عميد لاعبي العالم السابق حسام حسن أنه قد يسحب شارة القيادة من قائد الفريق وحارس مرماه الأساسي عبد الواحد السيد بما أنه كان أحد الذين تقدموا بالشكوى، وفي المقابل هدد السيد بأنه سيترك النادي بنهاية الموسم.
وهناك أيضاً الخروج من دوري أبطال أفريقيا على يد نادي الأفريقي التونسي وسط أحداث مؤسفة أحزنت الساحة الكروية المصرية كلها وأدت إلى أن يتحمل النادي تكاليف جميع الإصلاحات ملعب القاهرة الدولي هذا بالإضافة إلى العقوبات المتوقعة من الإتحاد الأفريقي CAF والتي لم تعلن بعد حتى الآن.
ومن ناحية أخرى قد يستفيد الزمالك من عودة مهاجمه أحمد حسام ميدو الذي كان قد ترك النادي الشتاء الماضي ليمر بتجربة أوروبية أخرى غير ناجحة مع ناديي وستهام الإنجليزي وآياكس أمستردام الهولندي، وكان ميدو قد شارك مع ناديه للمرة الأولى بعد عودته في مباراة ودية أقيمت خلال فترة التوقف ضد نادي القادسية الكويتي ونجح في تسجيل هدف وقد إنتهت المواجهة بفوز الزمالك 2-0.
وسيستهل الزمالك مشواره في الدوري يوم الخميس بمباراة صعبة ضد حرس الحدود الذي يحتل المركز الحادي عشر ولم يفز الزمالك على الحدود في المباريات الخمس الأخيرة التي جمعت الفريقين في الدوري الممتاز، وكان أخرها في الدور الأول حينما تعادلا 2-2 في الإسكندرية.
أما الأهلي فعلى النقيض فهو قد يكون المستفيد الأكبر من توقف الدوري حيث أعطت هذه الفترة فرصة للمدرب العائد مانويل جوزيه لكي يدرس الفريق ويخوض عدد من المباريات الودية ليقف على مشاكل الفريق وكيفية حلها حيث يقبع حامل اللقب حالياً في المركز الخامس وقد ظهر هذا جلياً في الفارق بين مستوى الفريق بأول مباراة خاضها جوزيه مع الفريق، والتي كانت أمام مصر المقاصة في آخر مباريات الدور الأول وإنتهت بتعادل العملاق الأحمر 1-1 مع الفريق الذي يلعب في دوري الأضواء لأول مرة، وبين مستوى الفريق في مباراتيه بدوري أبطال أفريقيا أمام سوبر سبورت الجنوب أفريقي والتي نجح الأهلي في المرور منها والتأهل للدور التالي.
وقد علق المدرب البرتغالي على أقوال البعض أن الأهلي قد خرج من المنافسة على لقب الدوري: "بدأ بعضهم يوزع الجوائز مبكرا جدا، ولكن سنرى من سيضحك في النهاية".
وسيلتقي الأهلي غداً مع فريق الشرطة الذي يحتل المركز الثالث بنفس عدد نقاط الأهلي (26 نقطة)، ومن المتوقع أن تكون مواجهة شرسة بن الفريقين وستكون تحدي خاص لجوزيه شخصياً حيث لم ينجح في الفوز على الشرطة خلال فترة توليه تدريب الأهلي السابقة إذ خسر في مباراة وتعادل الفريقان مرتين.
وستكون مهمة الإسماعيلي أسهل من قطبي الكرة المصرية حيث أنه سيبدأ الدور الثاني بواجهة سهلة نسبيا أمام بتروجيت الذي يعاني هو ومعظم أندية الشركات بسبب التغييرات في الإدارات التي فرضتها أحداث الثورة المصرية ومع خروج الدراويش من كأس الكونفدرالية الأفريقية تبدو أن فرصهم في إعتلاء جدول الدوري كبيرة خاصة أن عليهم تعويض فارق ثلاث نقاط فقط وقد إستفادوا من فترة التوقف بعودة لاعبهم المصاب عمر جمال الذي سيكون له تأثير إيجابي كبير على الفريق.
معركة القاع
وسيشهد قاع الجدول أيضاً مواجهات ساخنة خاصة بعد أن فشلت محاولات بعض الأندية في إلغاء الهبوط هذا الموسم بسبب الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد، فستكون أندية الإتحاد السكندري، ووادي دجلة، والمقاولون العرب وسموحة تحت ضغط شديد في الفترة القادمة، وقد يكون الإتحاد السكندري في أصعب موقف فهو يحتل المركز الأخير حالياً بإحدى عشر نقطة فقط، ويواجه مشاكل إدارية صعبة بعد مظاهرات وإحتجاجات من الجماهير والعاملين بالنادي أدت إلى تغييرات واسعة في إدارة النادي وعدم إستقرار على جميع الأصعدة.
نجم تحت الضوء
سيكون الموريتاني دومينيك دا سيلفا المنضم حديثاً للنادي الأهلي تحت أنظار الجميع خاصة جماهير النادي الأحمر الغفيرة التي طال انتظارها لمهاجم صريح وهداف موهوب ليحل مكان الأنجولي فلافيو الذي رحل العام الماضي إلى نادي الشباب السعودي وفي ظل تذبذب مستوى عماد متعب.