شهد الحب

موضوع: شهد الحب الجمعة أكتوبر 15, 2010 9:35 pm

شـــهـد الـحـب
من كتاب ما لايدركه الرجال وتحتاجه النساء

إذا كانت المرأة تحتاج دومًا إلى مدح أنوثتها ومظهرها وجمالها، فإنها في الوقت ذاته لا تستطيع أن تعيش في هناء وراحة بال دون أن يروى زوجها قلبها ببعض القطرات من شهد الحب من حين لآخر؛ لأن طبيعة المرأة تفرض عليها الاحتياج إلى الشعور بأن زوجها يفيض عليها بعطفه، ويحتويها بحنانه، وأن قلبه يرسل إلى قلبها رسائل المودة من حين لآخر.

والملاحظ أن الكثير من الرجال لا يهتمون بإشباع الجانب العاطفي لدى زوجاتهم، فلا يغدقون عليهن بكلمات الحب التي ترضيهن وتسعد قلوبهن، ولا يتخيلون أن مثل هذه اللمحات البسيطة يمكنها أن تؤثر على نفسية الزوجة وتحوَّلها من حال إلى حال آخر تمامًا. ولو أن الرجال تأملوا سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لوجدوا أنه يرشدنا عمليًا إلى ضرورة التلفظ بكلمات الحب لمن نحب.
عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيتُه فقلت: " أي الناس أحب إليك" قال: " عائشة"، فقلت من الرجال؟ فقال " أبوها " رواه البخاري

هذه اللفتة الرقيقة من النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءت لتعلم الرجال كيف يبوحون بحبهم لزوجاتهم، ويعلنون ذلك صراحة. فالمرأة تفتخر بذلك، ويسعدها أن تسمع من حين لآخر أن زوجها يحبها، وأنها ما زالت متربعة على عرش قلبه رغم مرور السنوات.

موضوع: رد: شهد الحب الجمعة أكتوبر 15, 2010 9:37 pm

كما علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نخبر إخوتنا الذين نحبهم في الله بهذه المشاعر الفياضة التي نشعر بها تجاههم،؛ لتزداد أواصر الحب بين القلوب، وتقوى العلاقات الإنسانية، فإذا كان هذا توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لنا في معاملتنا مع إخوتنا، فما بالنا بالأزواج والزوجات!

فاللسان رسول القلب، يحمل ما فيه، ويخرجه إلينا، فيجعلنا نتعرف إلى حقيقة مشاعر من حولنا تجاهنا.
يروى أن الإمام علي - رضي الله عنه - دخل على زوجته السيدة فاطمة - رضي الله عنها - ذات يوم فرأي في يدها سواكًا فقال:

"حظيت يا عود السواك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أن أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك ما فاز بثغرها يا سواك سواك"
إنها كلمات تدل على الحب الشديد، والتفهم التام لطبيعة المرأة التي تسعد ببوح زوجها بحبه لها، كلمات تعلمنا كيف يستثمر الإنسان الذكي المواقف المختلفة لإهداء مشاعر الحب لمن يحب، وبثه أحلى العواطف، هذه المشاعر والكلمات الرقيقة التي إن أهداها الزوج إلى زوجته من حين لآخر لابد وأنها ستترك فيها أثرًا طيبًا مع الوقت، ومرة تلو الأخرى ستشعر الزوجة بأن زوجها يروى مشاعرها، ويرضى عواطفها، ويسعد قلبها، و يومًا بعد يوم سيجد أن زوجته أصبحت أكثر تعلقًا به وحبًا له، وأكثر رغبة في إسعادة وإرضائه.

ربما تكون زوجًا رائعًا.. طيب العشرة.. كريم الخلق، ولكنك لا تعرف كيف تقول كلمات الحب لزوجتك، ومتى تحتاج الزوجة إلى سماع مثل تلك الكلمات، وربما تكون ممن لديهم قناعة تامة بأن الحب تعبر عنه المواقف الطيبة فحسب، وأنه لا داعي لهذه الكلمات ما دامت أفعال الزوج طيبة تجاه زوجته، ولكنك بذلك تجهل طبيعة المرأة التي لا تقتنع بالحب كمواقف بمعزل عن الكلمات والمشاعر، حتى وإن كانت هذه المواقف أروع ما تكون.. بل هي تحتاج إلى مواقف طيبة تدعمها الكلمات الحنونة والمُحبة.

من المؤكد أن المعاملة الكريمة، والأخلاق الحسنة، هي الفيصل في رقي علاقة الزوج بزوجته، ولكن المرأة كما تحتاج إلى المعاملة الكريمة، فإنها لا تستطيع أن تستغنى عن كلمات الحب التي تُشعرها بالتواصل العاطفي مع زوجها. فلماذا يبخل بعض الرجال بهذه الكلمات على زوجاتهم رغم الحب الشديد الذي يسكن قلب الزوج لزوجته، ورغم التقدير الكبير لدورها معه؟!
لماذا لا يحرك بعض الأزواج المياة الراكدة ببعض الكلمات الدافئة؟!

ربما تسألك زوجتك من حين لآخر هل تحبنى؟
وتتعجب أنت! لأنك تحبها كثيرًا، ومن المفترض أن تدرك هي ذلك، ولكن ما لا تضعه أنت في حساباتك أنه حين تباغتك زوجتك بهذا السؤال، فهي لا تشكك - غالبا - في حبك لها، ولكنها تشعر بالظمأ العاطفي لهذه الكلمة التي تسعدها وتُدخل البهجة إلى قلبها وحياتها.
المرأة بحاجة إلى تلك الكلمات الرقيقة لتكون هذه الكلمات كالمطر حين ينزل على أوراق الشجر بعد طول ظمأ فيرويها، فهل رويت قلب زوجتك، أم أنك من أولئك الذين لا يرون أهمية للجانب العاطفي في الحياة الزوجية؟

المرأة بحاجة مُلحة إلى الحب، وإلى إغداق زوجها بمشاعر الحب عليها، لأننا نحن النساء لن نجد من يروى ظمأ قلوبنا غير أزواجنا، ولأننا في النهاية نساء تغلب على طبيعتهن العواطف والمشاعر، فهل جربت أن تشبع مشاعر زوجتك؟

بقلم: رضا الجنيدي
من كتاب: مالايدركه الرجال وتحتاجه النساء

» هل الحب مرض نفسي
» ما حكم الاحتفال بعيد الحب
» اجمل 30 جملة قالوها عن الحب .. وهي تحكي عن المراة